على هامش كتاب ( لسان ادم) لعبد الفتاح كيليطو
بقلم الشاعر /حمويش علي
***************************************
بين الحلم و الواقع..حيث المنشا الاول..انشطرت شفة كنعان..و اغبر وجهه بالتراب..و نسي لسانه..و محا من اللوح نشيد البكاء على الذبح و الخطيئة و النسيان..و عانق امراة عارية ..لا راس لها..اختطفها الجن ليلة عرسها..وحكم عليها بالنوم لمدة مائة عام...هال كنعان هذا السبات العميق.. و تمتع بنغنغات هذا الحلم العجيب...وسعى في الارض بعيدا..يسال الموتى عن قصة الافعى و لغز العصا..و حكاية التفاحة..و اشياء اخرى كثيرة..و لما عاد من السفر..و طلع النهار..قام بتاويلتذكار ما مضى فعجز..ثم ابىمزاولة الحياة في غياب الذاكرة...وعزم على قتل النسيان ب (فارمكون) السحرة الكبار..وحفظ من جديد كل كتب السماء.وسخر الشعر للرثاء..و استوصى القبر خيرا بالجثث...و استسلم مثل الحفيد لجبروت الحكي القديم...
هكذا جاء كتاب (لسان ادم) لصاحبه عبد الفتاح كيليطو.. وتماهى فيه البدء مع اللغة ..والشعر مع الموت.. و الكتابة مع الحكي..و الحلم مع الواقع..و الايديولوجيا مع الحياة..
هو كتاب مبحثينبش في موضوعات شائكة و معقدة..يحاور نصوصا قديمة..نسية و منسية- عن قصد او عن غير ذلك-محاولا اخراجها من غيبوبة طويلة دامت سنينا..لينفخ فيها الحياة من جديد..انها نصوص تطفح بالسؤال البديهي و الجريء..سؤال يقترب بتودد من مملكة الموت وسلطان النسيان لعله يظفر بدلالة او تاويل يوازي كل منهما او يماثل مملكة الحياة و سلطة الكتابة..متى كانت الصورة الاولى الصورة الام؟هذا سؤال من عدة اسئلة صاغها الاستاذ عبد الفتاح كيليطوفي كتابه عبر فصلين اثنين تنوعت مباحثهما و اختلفت في الموضوعة و الصياغة لكنها توحدت في السؤال الجوهري...
ففي الفصل الاوليلاسن الكاتب الموتى و يسائل الكلمة الاولى و القصيدة الاولى و الكتابة..لغة الله و الانبياء و لغة الشعراء...اما عن الفصل الثاني فهو امتداد للاول ..يستمر فيه السؤال المتصل بالسؤال..يمارس من خلاله الكاتب لعبة الاشتقاق الاكبر في اللغة و متعة التداعي في الموضوعات...يصوغ اسئلة جديدة في الرحلة و الترحيل...ترحيل الجثث قبل الاجساد..اعني ترحيل جثة اب رشد من مراكش الى الاندلس...ويستمرالكاتب في الاسئلة حتى انتهى به المطاف عند سؤال المراة و سؤال الصورة .حديث السحرة وحكمة المجانين العقلاء و اسئلة الاغراق و الاحراقو النجاة...
ان مثل هذه الاسئلة باعتبارها تسجيلا يقاوم المحو و النسيان و يقيد الحرف و يحالف الذاكرة...و جنونا يقاوم الواقع ويبدع الحكمة و الكلمة.. وتخليدا للصوت و الحياة ضد الصمت و ضد الموت.
من هذا المنظور يبدو كتا ب ( لسان ادم) كشفاعن الوجه الحديث في النص القديم او انطلاقة اولى في حفريات التراث العربي المكتوب و الشفاهي وذلك بتناوله لموضوعات البدء و اللغة و الثقافة..يتوق فيه صاحبه الىالغاء القطائع بين الانساق الذهنية على مدى المسيرة الالفكرية التي خاضتها التجربة الانسانية عبر تارخ الوجود...
(( حمويش علي Ali Narhw.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق