الأربعاء، 21 فبراير 2018

قبلة الإيمان

قبلة الإيمان
بقلم الشاعر / احمد صلاح
*********************


مالي أرى قبلة الإيمان عابسة
ترثي العقول وتبكي خيبة العرب
صاروا شتاتا وكان الرشد يجمعهم
لما أذاب دواعي الكبر والحسب
كانوا قليلا وجمع الصف كثرتهم
واليوم كثرتهم تدعو إلى العجب
لأنهم كغُثاء السيل أوهنهم
حب الحياة ورغدالعيش والرتب
فأستأثروها على الأخرى فمات بهم
معنى الوجود وصفو الفكر والأدب
فعاش فيها على الشهوات معظمهم
حتى الكهولة عاشتها بثوب صبي
وأستأصل التيه فيهم كل مكرمة
فأنبت الغي فيهم علة الحصب
فأصبحوا ذا وجوه لا تلام بما
تأتيه أو تنكر المكروه في عتب
و خُصص الملك في دولة بني وبني
وعاش أبناء باقي الناس في تعب
فألجأ الفقر والحاجات أحوجهم
بأن يعيش حياة النهب والسلب
وغيبوا العدل في أوساط حاضرهم
فأنبت الظلم داء الحقد والشغب
وأكثر الناس عاش الظلم في سخط
فأستفحل الحقد والبغضاء كاللهب
تقاد إن أشعلوها في مجامعهم
فتأكل الحرث والأنسال بالحرب
وقد رأينا بوادرها وقد شرعت
في قتل أبنائنا في مجمع العرب
ووظف الظلم أعداء الحياة ومن
يئسوا من العيش بالترغيب والطلب
لجنة الخلد إن ماتوا على هدف
فأصبح الموت مسعى كل ذي أرب
فأنشأ الموت إرهابا بداعشه
وكوّن الرعب قاعدة على الطلب
فعاث في الكون داعشها وقاعدها
ومن تنصر بإسم الدين والرب
قتلا وبطشا ورعبا في أواسطنا
وكلنا نعبد الرحمان في رهب
فأي دين يقيموه الذين غووا
عن الهداية وأنساقوا إلى الخَطب
بل ترجمت هذه الأفعال واقعها
فصورت صورة في أردأ الكتب
تحكي لمن شاهد الأوضاع سوأتها
وبعدها عن أصول الدين والقُرب
ما ناصر الدين من لم يدع في سعة
إلى التدين والأخلاق والأدب
فديننا وسّع الرحمان رحمته
للعالمين وللأعجام والعرب
قد حرم القتل بين الناس خالقنا
وأكد الأمر خير الرسل والنسب
وذاك آخر ما أوصى لأمته
عام الوداع وكانت آخر الخُطب
فهل نسيتم بأن الله مولانا
وأن قرآنه هو أصدق الكتب
وكعبة الله والأركان قبلتنا
وديننا ملة الإسلام واللقب
جميعنا مسلمون نوحد المولى
وكلنا في الدعاء نقول ياربي
فلينته من أباح القتل في شره
من قبل أن يستجاب لداعي الكرب
فيأخذ الله أخذ البطش قاتلنا
وينتهي في سعير النار كالحطب
|
أحمد صلاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق