الاثنين، 12 فبراير 2018

الطقطوقة الخامسة عشر بعد المئة الثانيه

 جمهورية زفتي
 بقلم الشاعر الدكتور / احمد زكى 
********************************
اصدقائي و احبابي …. 
اما جمهورية زفتي فهي حقيقة تاريخية وقصة واقعيه من قصص الفخر و الاستقلال والوطنيه 
اما زفتي فهي مدينة طنطاويه جميله تقع علي النيل في مواجهة مدينة ميت غمر المنصورية

ففي 8 مارس 1919 أعتقل سعد زغلول ومرافقية وهم أحمد باشا الباسل ومحمد باشا محمود
وإسماعيل صدقي وسينوت حنا ومكرم عبيد وفتح الله بركات وعاطف بركات
وتم نفيهم جميعا إلى جزيرة سيشل

وخرج المصريون مسيحيون ومسلمون في مظاهرات صاخبة لتسجيل غضبهم ضد هذا الأجراء التعسفى 
ولأول مرة في تاريخ مصر خرجت سيدات مصر في مظاهرات وكان ذلك في 16 مارس 1919 م.وتوجهن الي دار سعد زغلرل، وكان خروج سيدات مصر في مظاهرات مفاجئة مدوية في هذا الزمان كان لها أثر بالغ الأهمية في اذكاء الروح الوطنية في ربوع مصر.

وقال فيها حافظ ابراهيم شاعر مصر الاشهر، قصيدته ذائعة الصيت ومطلعها :
خرج الغواني يحتججن َ 
ورحتُ ارقبُ جمعهنه
فطلعن مثل كواكبٍ 
يسطعن في وسط الدُجنه
يمشين في كنف الوقَارِ 
وقد أبنّ شعورهنه
واخذن يجتزن الطريق 
ودارُ سعدٍ قصدهنهّ

واذا بجيشٍ مُقبلٍ 
والخيلُ مُطلقة الاعنه
واذا الجنود سيوفها 
قد صُوبت لنحورهنه
واذا المدافع والبنادق 
والصوارم والاسنه
والخيل والفرسان قد 
ضربت نطاق حولهنه
والورد والريحان في 
ذاك النهار سلاحهنه

فتطاحن الجيشان ساعاتٍ 
تشيب لها الاجنه
ثم انهزمن مشتتات 
الشمل نحو قصورهنه
فليهنأ الجيش الفخور 
بنصره ........ وبكسرهنه

ملحوظة : 
انا يا احباب.... ضنين حريص علي علي قراءة الشعر قراءة صحيحة ،
قافية الابيات هي النون المشدده بالفتحة نَّ 
ولكني كتبتها بالنون والهاء المفتوحة لسلامة نطقكم للقافية،
فالكتابة الصحيحة كالتالي :
جمعهنَّ شعارهنَّ قصدهنَّ قصورهن َّ كيدهن َّ نحورهنَّ شعورهن َّ

هذا وقد رسم حافظ في تلك القصيدة ، صورة لجيشين، جيش السيدات وهن يحملن الورد والريحان ، 
يقابلهن جيش من جنود الاحتلال البريطانيين، وقد اشرعوا السيوف والبنادق بل وبصحبتهم المدافع ايضا ،

بل ان حافظ يوظف ما حباه الله به من السخرية في الاستهزاء بالجنود، فيقول للجنود البريطانيين، هنيئا لكم هزيمة السيدات ايها الجيش الفخور ،
وكاني به يقول ( روحوا بلا خيبة )

اما الغواني فهن جميلات النساء، اللائي يستغنين بما حباهن الله من جمال ، عن اية اضافات جماليه اخري،
هذا ما فعلنه سيدات مصر الغواني فماذا فعل الشباب؟ 
نعم…. كان هناك في زفتى مجموعه من الشباب الجامعى والفلاحين والتجار تفكر في عمل شئ يساعد في الإفراج عن سعد زغلول ورفاقه، وكان معهم الشيخ عمايم والكفراوى والفخرانى . 
فاتفقوا على الانفصال عن المملكة المصرية واعلان الاستقلال وانشاء جمهورية زفتى، 
وكان المقصود من هذا العمل هو لفت أنظار العالم لمدى التأيد الشعبي لسعد زغلول ورفاقة.

ومن ثم قاموا فاعلنوا الاستقلال صباح يوم 18 مارس 1919م
و تجاوب معهم جميع أهالى زفتي من فلاحين وأعيان وشباب، 
بل ووصل الامر لتوسل رجل من الخارجين عن القانون للانضمام لهم وكان يدعى سبع الليل،
وكان يتزعم عصابة مسلحة للسرقة بالاكراه، تروع زفتي والقرى المجاورة.

( بص يا اخي….. حتي الحرامية عندهم وطنيه حتي الغوازي عندهن وطنيه وراجع فيلم السفاره ف العمارة 
امال اولو الامور عندنا اللي ماسكين البلد ، ماعندهمش ريحتها ليه ) 
دي جمله اعتراضية كده وقفت ف زوري وانا باكتب

هذا سبع الليل الحرامي اعلن توبته و طلب من أهل زفتي ان يشركوه معهم لرغبته في قتال الإنجليز ، فان مات فسيصبح بطل وأوصى منشد البلدة أن يتغنى ببطولاتة ضد الإنجليز.
وذهب الأهالى إلى حمد ضابط النقطة في زفتي ، ولأنه رجل وطنى انضم لهم وفتح لهم السلاحليك (مخزن السلاح) ووزعه عليهم ، ثم شارك معهم في التخطيط.

شوفوا بقي..... لأول مرة يجتمع رجل الشرطة وزعيم عصابه على هدف وطني واحد وهو محاربة الانجليز. الله 
وفى صباح يوم 18 مارس كونوا المجلس البلدى الحاكم برئاسة المحامى الشاب يوسف الجندى واعلنوا استقلال جمهورية زفتي عن المملكة المصرية

وعندما علم الإنجليز في مساء يوم 18 مارس قرروا إرسال قوة للاستلاء على البلدة عن طريق كوبرى ميت غمر ولكن تصدى الاهالى لتلك القوات فرجعت .
وفى الصباح علم اهالي زفتي بأن هناك قطارا قادما إلى البلدة محمل بمئات الجنود والعتاد العسكرى ...
فما كان من سبع الليل ورجالة الا أن قطعوا قضبان السكة الحديد على مسافة من خارج البلدة تقول بعض الروايات 15 كيلو متر فعجز الإنجليز عن دخول البلدة للمرة الثانية.
ولخطورة الموقف أعلنت أنجلترا خلع السير ونجت المندوب السامي البريطاني لتهدئة حالة الهيجان والثورة وعينت مكانه الجنرال اللنبى معتمدا لـبريطانيا في مصر

وعندما تأكد للجميع أن الأمر أنتهى قام الابطال من الاهالي بتهريب يوسف الجندى ورفاقه إلى عزبة سعد باشا
واستقبلتهم أم المصريين السيدة صفية زغلول وقامت باخفاءهم في أماكن مختلفه
حتى أفرج عن سعد زغلول ورفاقه يوم 17 ابريل من عام 1919.

هذه قصة حقيقية من قصص بطولات ونضالات الشعب المصري ،
اذكرها لكم اليوم بكل فخر واعتزاز قصة جمهورية زفتي العظيمة

هذا ما تيسر قوله 
فســـــلام ٌ عليكم ، وســــلام ٌ لكم ، ودمتم ســــالمين

د. احمد زكي 
المنصــــورة الجميله ، مصــــر المحروســــة 
يوم الاحد 11فبراير 2018

يا احباب... من فضلكم 
انا لا اكتب لكم الطقاطيق ... بل اغنيها لحضراتكم

نعم انا اغني لكم الطقاطيق 
انا اغني للبعيد والقريب … فأطرب الكركي والعندليب
الكركي اكبر الطيور … والعندليب اجمل عصفور

………

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق