انها دموع الوجد
بقلم الشاعر جنرال مصطفى سبتة
***************************
أتجدي دموع الشوق في القرب والبعد
وتغني دموع الوجد إن نضبت عندي
لعلّ ولكن الدموع إذا همت
تسح سحيح المزن في ظاهر الخدِّ
تداوي لهيبا في الضلوع إواره
يزيد أتون الشوق وقدا على وقدِ
ولكن دمع العين أصبح سكبه
عزيزا فقد جفت منابعه عندي
وان تاه مني الرشد بعدك لا أرى
بأني سألقى ما تبقى من الرشد
و أصبح حقلي بعد نأيك مقفرا
وجف به ما كان يزهو من الورد
فلله ما ألقى من الشوق كلما
تذكرت ما قد كان في ذلك العهد
اتنسين عهدا في الغرام قضيتِه
إذا ما جفاكِ النوم نمتِ على زندي
لقد أمعنت عيناك في الصد إنها
تبالغ في قتلي وتمعن في صدي
فلو كان من صخر فؤادك ما قسا
ولكنه أقسى من الحجر الصلد
ولو كان من صخر فؤادك ما جفا
ودادي وما اختار الجفاء على الود
ألم تعلمي يا منية الروح أنني
أنام على وجد وأصحو على وجد
إذا ما بدا للعين في البعد بارق
ظننت مجياها وقد لاح عن بعد
و إن سجعت في الأيك بعض جمائم
يزيد أنين الروح وجدا على وجد
رعى حافقي عهد الغرام ولا أرى
لعمري قتول الطرف قد حفظت عهدي
وكنت إذا ما هوم الليل ارتجي
وفاء لما قد كان في الصبح من وعد
فتأفل أقمار وتغرب انجم
سوى نجمها مازال يبسم لي وحدي
وارنو لعلي اهتدي لخبائها
فيصدقني ظني ويخطئني قصدي
وأدرك بعد الجهد واللأي أنها
مكجلة الأجفان محبوءة عندي
ومرت سنون الوصل لمجا كطرفة
وتمضي سنون الهجر سهدا على سهد
الا ليت لي يا طائر الشوق جانحا
لطرت وغلبت الجناح على البعد
ولست لأنسى قولها يوم ودعت
بناظرة تخفي وناظرة تبدي
وقالت أتنوي البعد قلت لعله
يكون لنا أجدى إذ البعد لم يجدِ
ولما تدانت للوداع شفاهنا
تضرج خداها كما حمرة الورد
وقبلتها والنار تلفح أضلعي
فكان لها في القلب برد على برد
ألا أيها الحب الظلوم ظلمتني
فزني بعينيها كما زنتها عندي
بقلم مصطفى سبتة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق