الطقطوقة الخامسة والتسعون بعد المئة الاولي ..... في مناسبة عيد ميلادي
بقلم الشاعر / Ahmad Zaki
الطقطوقة الخامسة والتسعون بعد المئة الاولي ..... في مناسبة عيد ميلادي ... 23نوفمبر احدثكم الليلة
وفي البداية اقول لاحبابي ..... انه لابد ان يعلم قاصينا ودانينا.....
ان الحب.... كلمة قرآنية عظيمة.... اوردها الله في كتابه العزيز 76 مرة.......
شوفتوا الجمال......
وكان دعاء النبي.....صلي الله عليه وسلم :
اللهم اني أسألك حبك... وحب..... من يحبك..... وحب عمل.... يقربني الي حبك.
انظروا يا احباب .... كم حب.... تكرر في سطر واحد من دعاء الحبيب.... خمس مرات..... شوفتوا الجمال
الانسان له عقل وعاطفة..... واول ما يتجلي في العقل التفكير.... واول ما يتجلي في العاطفة الحب
والحب يبدأ بحب الله تبارك وتعالي ..... وحب النبي صلي الله عليه وسلم ..... وحب الدين.....
وحب الوطن......... وحب الاسرة.......... وحب الناس....... وحب الطبيعة........ وحتي حب الموت
والحب متدلع خالص ..... فله أسماء كثيرة..... فهو الحب..... و العشق.....و الغرام....... و الهيام......
و الصبابة ...... و التوله.....و التتيم...... وكفايه علينا كدة
و للشاعر العراق الكبير معروف الرصافي..... وصفٌ واقعي للحالة العدمانة التي يكون فيها المحب :
وما في الأرض، اشقي من محبٍ
وان وجد الهوي حلو المذاقِ
تراهُ ، باكيا في كل حين ٍ
مخافة فُرقةٍ أو لاشتياقِ ِ
فيبكي إن نأوا شوقا إليهم
ويبكي إن دنوا ، خوف الفراق ِ
ولان الحب يتسلل إلي قلبك من دون أن تدري ،..... فهو إما أن يكون داء وإما أن يكون دواء.........
وهذا قول شاعرنا احمد شوقي :
نظرة، فابتسامة، فسلام،
فكلام، فموعد ، فلقاءُ
فقراقٌ ، يكون منه دواءٌ
أو فراقٌ، يكون منه الداءُ
والحب عاطفة تنشأ مع الإنسان..... و لا يمكنه التحكم فيها وهذه حقيقة هامة ودامغة..........
لأن تلك العاطفة لا تخضع لأي مقاييس......
فلا تخضع للسن ... ولا للنضج ....... ولا تخضع للثقافة...... ولا تخضع للمجتمع..... ولا تخضع لأي شيئ......
ولكن الذي يخضع لكل ذلك...... هي العلاقة بين طرفين.....
فهناك علاقة ناضجة......... وعلاقة غير ناضجة......
وليس هناك حب ناضج....... وحب غير ناضج .........
الحب عاطفة غريزية....... مثلها مثل الجوع......
فليس هناك جوع راقي...... وجوع غير راقي......
إنما هناك أكل راقيد و صحي........واكل غير صحي .....
و المرجع الوحيد في الحب..... هو تعبير المحب عن وجود العاطفة.... وإحساسه الصادق بها ،
فطالما أن الشخص يحس هذه العاطفة إذا فالحب حقيقي و موجود
فالحب ، والعلاقة ، والصداقة ، والزواج ، والجنس ،
خمسة أمور تختلف عن بعضها البعض تمام الاختلاف ، إنما يجمعها شيء واحد هو القلب
قالت ولّاده بنت المستكفي (وهي بنت حاكم الأندلس ومعني اسمها ولّاده انها كثيرة الولاده فهي ولّاده) قالت :
إن المحبة مُقدرٌ مكتوبًٌ لا تُكتسب ، ولستَ مُدركا لحقيقتها إلا بالمعاناة منها....
ويقول الوزير ابن زيدون :
الحب استحسان روحاني وامتزاج نفساني......... دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف.......
وهو ليس بمنكر في الدين ........... ولا بمحظور في الشريعة
وابن زيدون هو صاحب أشهر قصيدة حب في تاريخ الشعر العربي كله،
وهي القصيدة النونية ،التي قالها في ولّاده بنت المستكفي حاكم الاندلس، ومطلعها :
أضحي التنائي بديلا عن تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
حالت لفقدكمو ايامنا فغدت سودا
وكانت بكم بيضا ليالينا
الي ان يقول وقد يئس من لقائها في الدنيا :
إن كان قد عز ، في الدنيا اللقاء
فيوم الحشر نلقاكم ويكفينا
يا ه ... ياه ستنتظرها لتراها يوم الحشر، ورؤيتها فقط تكفيك، يا لصبرك يا اخي ويا لطول املك
وفي الكامل للمبرد أن جريرا.... في أول مجيئه للعراق دخل علي الحجاج بن يوسف الثقفي
فقال الحجاج لجرير :
بلغني انك ذو بديهة...... فقل في هذه الجارية.....
وكانت هناك جاريه قائمة علي راس الحجاج
فقال جرير لها : ما اسمك يا جاريه ؟
فقالت : أُمامه
فقال جرير :
ودع أ ُمامة حان منك رحيلُ
إن الوداع لمن تحب قليلُ
مثل الكثيب، تمايلت أعطافه
فالريحُ تجبر متنه وتهيلُ
فقال له الحجاج :
قد جعل الله لك السبيل إليها...... خذها هي لك.... و أمر بتجهيزها معه الي اليمامة.......
فاتبعه أُناسٌ ليشترونها منه.... فأعطوه بها حتي بلغوا عشرين ألفا فلم يفعل ، وقال :
إذا عرضوا عشرين ألفا
تعرضت لام حكيم هي ما هي
لقد زدتي أهل الرِي عندي مودة
وحببتِ أضعافا اليّ المواليا
وأم حكيم هي أُمامه ، والرِي بلدها ، وهي من الموالي ، وتزوجها جرير.......
وولدت له حكيما وبلالا وحزره......
ولما توفيت رثاها بقصيدته المشهورة التي مطلعها :
لولا الحياءُ لهاجني استعبارُ
ولزرت قبرك والحبيبُ يُزار ُ
وذكر القالي في الامالي أن إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال أنشدت الأصمعي :
هل الي نظرة ٍ إليكِ سبيلُ
يُروَي الصدى ويُشفَي الغليلُ
إن ما قل منكِ يَكثر ُعندي
وكثير ٌ ممن تحب قليلُ
فقال الاصمعي : هذا والله الديباج الخسرواني....
وكان الأمراء في الأندلس يعجبون بهذا البيت لأبي الطيب المتنبي :
حبيبٌ، كأن الحسن ، كان يُحبه
فآثرهُ، او جار في الحب قاسمُه
إذا ظفرت منك العيونُ ، بنظرةٍ
أثابَ بها مُعي المــَطي ورازمُه
وقال أبو الطيب في وصف محبوبته خولة بنت الحمداني :
نشرت ثلاثَ ضفائر ٍمن شعرها
في ليلةٍ ، فأرت ليالٍ أربعا
واستقبلت قمرَ الزمانِ بوجهها
فأرتنيّ القمرين في وقتٍ معا
وعيد الادب العربي طه حسين يقول...... إن هذين البيتين زاخرين بالموسيقي الداخلية......
و هما اجمل ابيات الغزل في الشعر العربي كله
و كتب بيرم التونسي لأم كلثوم هذه الاغنيه بالسجع الثلاثي :
الأوله في الغرام والحب شبكوني ...........
بنظرة عين ...........
آدت لهيبي
والثانية بالامتثال والصبر أمروني ...........
واجيبه منين ...........
احتار طبيبي
والثالثة من غير ميعاد راحوا وفاتوني ............
قولوا لي فين ..........
سافر حبيبي
ولدينا شاعر يلقب بديك الجن، وهذا اللقب غلب عليه لانه رثي ديكا....... واسمه عبد السلام بن رغبان ،.......
ومولده في مدينة حمص....... وكان مولده سنة مائه واحدي وستين هجريه.......
ويحكي انه أحب جارية فعرض عليها الزواج وتزوجها....... وكان اسمها ،بدرا، ومن شعره فيها قوله :
إنظر الي شمس القصورِ وبدرها
والي خُذاماها وبهجة ُ زهرها
لم تبك عينك أبيضا في اسود ٍ
جمع الجمال، كوجهها في شعرها
ولدينا قصة أخري لقيس آخر...... غير قيس ليلي...... هو قيس بن ذُريح:
وحكاية ذلك كما جاء في الأغاني للأصفهاني........ أن قيسا هذا احب لبني............
ورفض ابوها تزويجها له، كالعادة ، فمرض.......
فسأل أبوه فتيات الحي ........ أن يعُدنه ويحدثنه.... لعله يتسلي عن لبني... أو يعلق بإحداهن.....
فجئن إليه،
ودخل طبيب يداويه والفتيات معه .... فاخذ قيس يحدثهن......
فسألنه عن سبب مرضه......... فقال :
أيس قيس من حب لبني ولبني
داء، قيس والحب داء شديد ُ
وإذا عادني العوائد يوما
قالت العين : لا أري من أريدُ
ليت لبني تعود ، ثم أُقضي
إنها لا تعود فيمن يعودُ
ويح قيس ، لقد تضمن منها
داءُ خَبلٍ ، فالقلب منه عميدُ
فقال له الطبيب : منذ كم هذه العلة ؟ ........ ومنذ كم وجِدّتَ بلبني ما وجِدّت ؟
فقال قيس :
تعلق روحي روحها قبل خلقنا
ومن بعد ما كنا نِطافا وفي المهد ِ
فزاد كما زدنا ، فأصبح ناميا
وليس إذا مِتنا بمنصرم العهدِ
ولكنه باقٍ ، علي كل حادثٍ
وزائرُنا في ظلمة القبر ِ واللحدِ
وكان صاحبنا جميل بثينه..... قليل الحظ في حبه لبثينه...............
فقد حصل منها علي خيبات سبع..... تصور سبعة خيبات...... فقال :
واني لأرضي ، من بثينةَ بالذي
لو أبصره الواشي ، لقرت بلابله
بلا ، وبألا أستطيع ، وبالمني
وبالأمل المرجو ، قد خاب آمله
وبالنظرة العجلي وبالحول تنقضي
أواخره ، لا نلتقي ، وأوائله
وأم كلثوم
غنت مع اللحن الحزين للسنباطي، اشعارا لشاعرنا المبدع أحمد رامي :
كان فجرا ، باسما ، في مقلتيا
يوم أشرقتَ من الغيبِ عليّ
أنست روحي الي طلعتِهِ
واجتلت زهرَ الهوي ، غضا نديا
وقدم شاعرنا الكبير بيرم التونسي..... لام كلثوم اهل الهوي....
وهي هنا تصف حال أربعة من أهل الهوي فتغني :
فيهم كسير القلب ، والمتألم،
واللي كتم شكواه ولم يتكلم
واللي فضل، بعد الحبايب،وحده
وبات حزين يبكي هيامه ووجده
اما بيرم ..... فيري أن حلاوة الحب كثيرة جدا ووافرة ......
ينهل منها الكبار والصغار علي حد سواء..... فقال :
الحب حلاوته بالقنطار
يدوقوا منها صغار وكبار
حلاوة تطول في الأعمار
إذ ا مايكنش وراها فراق
وفي العام ألف وتسعمائة واثنين وثلاثين.... 1932 م. ... غنت السيدة أم كلثوم في بغداد.....
ورحب بها شاعر العراق العظيم معروف الرصافي بقصيدة قال فيها :
أم كلثوم في فنون الأغاني
أمةٌ وحدها بهذا الزمان
كم سقتنا ، كاس السرور بلحنٍ
وبلحنٍ كأسا من الأشجانِِ
فتُريك المحب عند التنائي
وتُريك المحب عند التدانيِ
هكذا ، فلتكن يدُ الفنِ عليا
هكذا فلتكن ، عُلا الفنانِ
وقال الشاعر القنوع :
سأقنع منك بلحظ البصر
وأرضي بتسليمك المختصرْ
ولا أتخطي التماس المني
ولا أتعدي اختلاس النظرْ
وولا تأمن فالقلب لا عهد له... فهو لا يتوب عن الحب ابدا...
فشكاه صاحبنا قائلا :
أما عاهدتني يا قلبُ أني،
إذا ماتُبتُ، عن ليلي، تَتوبُ
فها أنذا تائب ٌ عن حب ليلي....
فمالك ، كلما ذُكرت ، تَذوبُ
وبعد.... هذه كانت هديتي الطقطوقية .... لكم ولي... في عيد ميلادي السعيد 23 نوفمبر
وتصبحون علي حب
هذا ما تيسر قوله لكم
فســـــلام ٌ عليكم ، وســــلام ٌ لكم ، ودمتم ســــالمين
د. احمد زكي
المنصورة الجميلة ، مصر المحروسة
الخميس 23 نوفمبر 2017
........................................
يا احباب... من فضلكم
انا لا اكتب لكم الطقاطيق ... بل اغنيها لحضراتكم
نعم انا اغني لكم الطقاطيق
انا اغني للبعيد والقريب ... فاُطرب الكركي والعندليب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق