الاثنين، 23 أبريل 2018

لاتحزن ياقلبي

لاتحزن ياقلبي 
بقلم الشاعر /جنرال مصطفى سبتة
********************************
لا الحزنً يُشفي نائحاً أو ينفعُ
حتى متى هذي المدامعُ تهمعُ
إنْ كان قَتْلُ الحب فاجعةٌ لنا
فالصمتُ يا قلبي أمَرُّ وأفجعُ
ما أسرعَ اللقيا بحبكَ سيدي
حتى تَعَجَّلَكَ المحلُّ الأرفعُ
القتلُ للأحرارِ يبقى عادةً
وكرامةُ العشاق فوزٌ أنصَعُ
وكذا الفطاحلُ من أماجدِ أُمَّتي
حملوا القلوبَ على الأكفِّ وودَّعوا
لم يُثْنِهِمْ جَوْرُ الطغاةِ وظُلْمُهُم
قالوا وصالوا، والبقيةُ تتبعُ
من منبعِ الاحساس إحتلبوا الإبا
حتى وإنْ فَرَعَتْ عليهِمْ أضْرُعُ
وتجرَّعوا غُصصَ الحياةِ وشُحَّها
فتعفَّفوا، وهمُ الكرامُ الزُمَّعُ
وتناثروا مثلَ النجومِ على الثرى
كلٌّ لهُ بيَدِ العمالةِ مصرعُ
لَمْلِمْ جراحَكَ واستَبِقْ لمهمَّةٍ
فلأنَّ خيلَ سباقنا لا ترجعُ
وارفعْ شعاراً من تُراثِ صمودِنا
أنا إثْرَ نهجِكَ يا قلبي سأتبعُ
من ألْفِ عامٍ تُسْتَباحُ دماؤنا
ولِأَلْفِ آتٍ، غيرُنا المتزعزعُ
لا لمْ يمُتْ حب الحبيب وانما
ماتَ الرفاقُ، ولعْنُ حبٍ يتبعُ
أوَلَيسَ من حقِّ الحبيب تكرّماً
رُغماً على أنفِ الحقودِ يُشَيَّعُ
لَمَشَتْ على هامِ الرؤوسِ عمامةٌ
كيما يُغَسّلها البُكا والأدمعُ
قَرَّتْ عيونكَ بالذي أمَّلْتَهُ
بلْ هذه البشرى ألَذُّ وأروعُ
إذْ هِينَ قاتلُكَ الجبانُ بصفعةٍ
لو ألفُ قتلٍ، فهيَ منها أنجَعُ
ويلاحقُ السفاحَ عارٌ دائمٌ
في جُحْرِ كلبٍ أُمْسِكَ المتقصِعُ
أسَفاً، ووا أسفاً على الدنيا التي
يحيا الوضيعُ بها، وليثٌ يُصْرَعُ
فشبابنا ملئ القبورِ، وأهلُنا
جاعَ الفقيرُ لديْهُمُ والمرضِعُ
قُمْ يا قلبي فما عَهَدْتُكَ صابراً
فالحقُّ كلُّ الحقِّ فيكَ مُضَيَّعُ
ولأنَّ بارقةً تلوحُ على المدى
ما كلُّ أرضٍ مثلُ أرضي مطمعُ
قُمْ يا جريحُ فلاتَ حينَ مثابةً
جابَتْ حِياضَكَ نابحاتُ وأضْبُعُ
فَتَدَرَّعوا إنَّ الكوارثَ َ جَمَّةٌ
وتيقظوا، ما سوفَ يأتي أفضعُ
أما والذي أبكى وأضحَكَ والذي
يحيي لنا ويُميتُ، ثمَّ سَيُرْجِعُ
لو خُطَّ لي قصرٌ على بدرِ الدجى
أبداً سوى كوخِ العراقِ سأقنعُ
حَنّتْ لِذِكْرِكَ يا عراقُ جوانحي
للمدحتيةِ، حيثُ يحلو المرتعُ
لزيارةِ العباسِ مَنْ حمِلَ اللوا
ولِلَثْمِ تُرْبِكَ يا حسينُ سأخشعُ
لِذُرى أميرِ المؤمنينَ، لحيدرِ ال
كرار، مَنْ غيرُ الإمامِ سيشفعُ
والى الذي بابُ الحوائجِ بابُهُ
والى الجوادِ أبي عليٍّ أُسرِعُ
والعسكريينِ الَّذَيْنِ تفجرّا
بأيادِ حِقْدٍ، أيُّ حِقْدٍ أبشَعُ
آهٍ مصابكَ يا عراقُ، الى متى
كابوسٌ ليلِكَ فوقَ صدرِكَ يقبعُ
قد ضاقَ صدري من شآبيبِ النوى
أتُرى يعودُ لنا الربيعُ المُمْرِعُ
وبراءةُ الأطفالِ في ضَحِكاتِهِم
وأبي على خدي المحبةَ يطبعُ
وحنانُ أُمي والدموعُ بعينها
أُمّاهُ ما أحلى اللقاءُ وأروعُ
أنّا سعينا والزمانُ يخونُنا
لا تعتبي، فلكلِّ قومٍ ما سعوا
نبقى، ويفنى العابثونَ، وجولةٌ
نستامُها، ووميضُ برقٍ يسطعُ
مُتَجَذِّرين، كما النخيلُ بأرضِنا
إنْ ماتَ، يبقى واقفاً لا يركعُ
خُذْ من سِنِيّي، وعِشْ لِتَبْقَ مبارَكاً
أنت الذي تَهَبُ الولاءَ وتمنَعُ
اني بحبِكَ كادَ يأسرُني الجَوى
وأغارُ منكَ عليكَ صّبٌّ مُولَعُ

بقلم مصطفى سبتة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق