رسالة لاجئ إلى سجين حديث الزنزانة
بقلم الشاعر / أحمد شيكر
**********************************
1
في زمن الحرب...لا سلام
في زمن الحرب...لا حلم
في زمن الحرب...حارب...لا تلتفت إلى الغد...ليس هناك غد...هناك حرب...هناك إغتصاب وطن...هناك...هناك...
2
إن الطاغي و السجان
وجهان لخنزير حُرِم عليك لحمه
أَيقنا
بعد أن اخدا عينة من لعابك...لعابي
وحللا في مختبرات الدول السائرة في طريق الانهيار
و تلك السائرة في طريق النوم
بولك و دمك…بولي و دمي
أيقنا
أننا من ماء و طين........ و صبر قابل للاشتعال
أشَرَا على طلبك
المؤرخ بتاريخ ميلاد عشتار
على منحك قلما
رزمة أوراق
ساعة يدوية
ودلائل الاستعمال
دليل الاستعمال رقم ١
منذ الآن
وجبتك واحدة بدل إثنتين
لا تَسأَل
وجبتك الثانية
ثمن القلم و رزمة الأوراق
اما الساعة اليدوية فلك منا هدية
اكتب... لك حرية الكتابة
إرمي بعصاك لتلتوي.... حية أو ميتة...كما تشاء
إرمي بقدائفك الحلزونية...لا تنسى الحجارة....
2
سيأتونك
بدليل استعمال أخر, فوري التطبيق
يتلوه على مسمعك نفس السجان
نفس النبرات مع شنب تقلص طوله بفعل تمدد الشفتين
و شعيرات بيضاء تطل من أنفه كدود أنكيدو
دليل الاستعمال رقم ٢
إليك جرد شامل مانع...لا تقترب من المحرمات...
الكلمات الممنوعة كلية من كتاباتك،لا يجوز ترقيمها...
الحروف المنبوذة كلية من قاموس أبجديتك، لا يجوز إزعاجها...
ضع في رأسك قِمْعاً حتى لا يتمدد عمرك السجنى
اكتب، لك حرية الكتابة
إرمي بعصاك يمنة أو يسرة ..لك الاختيار
لا تنسى قدائفك...لا تنسى الحجارة...
سيأتونك كما تعودوا ...و دأبوا
بدليل الاستعمال رقم ...لم اعد اهتم بتسلسل دلائلهم....
يتلوه على مسمعك نفس السجان
نفس النبرات مع بطن تراخت حباله فتدلى كبطن عاهرة عاقر لم تسكن فيه حياة...بويضاته فاسدة...
دليل الاستعمال رقم.....
إليك
جدول توقيت إستعمال القلم
المساحة الزمنية و الحيز الزمني المخصص للكتابة
تذكر اننا أهديناك ساعة يدوية
لا ترهق القلم كثيرا....حافظ على رونق الاوراق....
عدد الكلمات محسوب على رؤوس اصابع قدميك اليسرى
نمنحك مساحة إضافية ....من الحرية....
أضِف لأصابعك اليسرى أصابعك اليمني
اكتب، لك حرية الكتابة
إرمي بعصاك أينما شئت
قدائفك ....لم نسمع دويُها...
3
اخيرا
ايقنا
انك …مثلي …من صبر … قابل للاشتعال
احذر الساعة اليدوية...لا تضعها على معصمك حتى و ان اجبروك ...عقاربها مسمومة...سم القوارض
أقتلع من ظلك ضُفرك و إَنحت على الجدران نبض قلبك
لن أُهادن
و إن وضعتُ موضع الأموات
لن أُهادن
و إن سُحبت من جسدي كراتي الحمراء و البيضاء
لن أكون شاردا في وطني...سترفرف الراية...و يتنفس جسدي...وطني...جسدي...
إِقتلع من ظلك يدُكَ و إرمي بها الطغاة
اترك كلماتك تنقش على الصمت صداها
لن أُهادن
حتى إنْ قالوا سنرفع الحظر عن بعض الحروف و الكلمات
سنمحك وجبة ثانية ...ثالثة...حرية اكثر...
لن أُهادن
و ان علا الموج
على صخر الوطن يخبو
لن أهادن
الوطن ليس كسرة خبز في طبق الطغاة.
لن أهادن
بين الحلم و الوطن ....مسافة قدم.
بقلمي
احمد شيكر
يناير ٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق