تسعة اشهر في المشيمة
بقلم الشاعر / حسن قصوحا
**************************
تسعة أشهر ،
و انا أسبح في مشيمة،
بكل تلقائية و بلا رموز
ولا إشارات منظمة،
أقتات بأطيب الأطعمة،
الحلوة والدسمة،
كل صباح تداعبني
من فوق ظهر المشيمة،
انامل دافئة رحيمة،
فأشعر بارتياح،
و أغفو عند سماع ترانيم رخيمة،
ألفتها و ألفتني المشيمة،
فلن أتركها وحدها يتيمة،
سأبقى في حضنها،
فقراراتي حاسمة،
وسأدافع عن موقفي،
بكل مراس وشكيمة،
بعد استيفاء تسعة أشهر ،
شعرت بارتداد ،
ورجات جد وخيمة ،
فلففت نفسي بحبلي السري ،
وجعلته أعثى الأحزمة،
بعد عناد و أعنف صراع مع شردمة،
سمعت أحدهم يتفوه ،
اخرج يا ابن اللئيمة....
ثم سمعت صوتا آخر ،
جريحا حروفه رخيمة،
اخرج يا ابني...
فانا أمك التي نعتوها باللئيمة،
فأنت أملي الباقي ،
في هذه الدنيا المسئمة ،
وبعد تردد خرجت على وقع الشتيمة،
وعلى ظهري تلقيت لطمات أليمة،
فعلا صراخي، ثم قطعوا حبلي السري
ورموني في حضن أمي ،
ونعتوني بابن الزنيمة
فاحتضنتني بدفىء،
و وضعت بمعصمي تميمة
فتيقنت أني من أسرة مملقة معدمة
و أن الترحاب بالزغاريد
والورود الجورية الناعمة،
من حظ ولدان القصور
وذوي الأحساب الكريمة،
فيا ترى ماذا ينتظرني
في أيامي القادمة؟!!!
أ أكون للتشرد والإهمال
أكبر غنيمة؟!!
أ أستكين وأحمل على كاهلي
عبأ آتي الأيام القاتمة؟!
وأدع الصخور الصماء
على صدورنا جاتمة
أم أسبح ضد تيار الفاقة
والذل الجارف بكل عزيمة
وأظيف إلى قاموسي اللغوي
- لا - الرافضة ،الحاسمة الجازمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق