السبت، 27 يناير 2018

تسعة اشهر في المشيمة

تسعة اشهر في المشيمة 
 بقلم الشاعر / حسن قصوحا
**************************
تسعة أشهر ،
و انا أسبح في مشيمة،
بكل تلقائية و بلا رموز 
ولا إشارات منظمة،
أقتات بأطيب الأطعمة،
الحلوة والدسمة،
كل صباح تداعبني 
من فوق ظهر المشيمة،
انامل دافئة رحيمة،
فأشعر بارتياح، 
و أغفو عند سماع ترانيم رخيمة،
ألفتها و ألفتني المشيمة،
فلن أتركها وحدها يتيمة،
سأبقى في حضنها، 
فقراراتي حاسمة،
وسأدافع عن موقفي،
بكل مراس وشكيمة،
بعد استيفاء تسعة أشهر ،
شعرت بارتداد ،
ورجات جد وخيمة ،
فلففت نفسي بحبلي السري ،
وجعلته أعثى الأحزمة،
بعد عناد و أعنف صراع مع شردمة،
سمعت أحدهم يتفوه ،
اخرج يا ابن اللئيمة....
ثم سمعت صوتا آخر ،
جريحا حروفه رخيمة،
اخرج يا ابني... 
فانا أمك التي نعتوها باللئيمة،
فأنت أملي الباقي ،
في هذه الدنيا المسئمة ،
وبعد تردد خرجت على وقع الشتيمة،
وعلى ظهري تلقيت لطمات أليمة،
فعلا صراخي، ثم قطعوا حبلي السري
ورموني في حضن أمي ،
ونعتوني بابن الزنيمة
فاحتضنتني بدفىء، 
و وضعت بمعصمي تميمة 
فتيقنت أني من أسرة مملقة معدمة
و أن الترحاب بالزغاريد 
والورود الجورية الناعمة،
من حظ ولدان القصور 
وذوي الأحساب الكريمة،
فيا ترى ماذا ينتظرني 
في أيامي القادمة؟!!!
أ أكون للتشرد والإهمال 
أكبر غنيمة؟!!
أ أستكين وأحمل على كاهلي 
عبأ آتي الأيام القاتمة؟!
وأدع الصخور الصماء 
على صدورنا جاتمة 
أم أسبح ضد تيار الفاقة 
والذل الجارف بكل عزيمة
وأظيف إلى قاموسي اللغوي 
- لا - الرافضة ،الحاسمة الجازمة

حسن قصوحا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق