الأحد، 28 يناير 2018

هذا من صنع أيدينا!!

 هذا من صنع أيدينا!!
 بقلم الشاعر / حسن قصوحا
*************************
من بأس أيدينا وعبثها المستمر
واستهثارنا الذي لا يغتفر
البارحة انخسف القمر
من ذخان و غبار تكاثف 
و على محيط خصره انتشر
واليوم ، الشمس وجهها مكفهر
لفحتنا بلهيب لادع مستعر 
وكأنها من سيء أفعالنا تثأر
و الأرض أطلقت زفيرا لم يفتر
من بأس أجسام غريبة 
ببطنها تارة تنخر وتارة تنشطر
وقذارة تحت أديمها تطمر
والرياح اقتلعت اليابس الأخضر
و كأنها في حالة عربدة و سكر
والجبال رجت في أغرب منظر
فنفضت عن ظهرها الجليد وكل الصخر
والغيم العابر صيفا وقت الظهيرة
همع برذاذ اسود غير منتظر
والغابات والعشب المخضوضر
أصابه يرقان،فتخضب باللون الأصفر
والسوسن والياسمين والجلنار
تيبس وذبل واعتصر 
والبحر جاوزت أمواجه الأمتار العشر 
فجرفت الثابث والنابت
وكل ما يدب ويسري و يتواتر
والحيتان بالأطنان بدأت تنتحر
وزبد البحر امتزج بصديد أسود قذر
والشحارير والعنادل وكل الأطيار
ازورت الغصة في حلقها 
فحملت أعشاشها
وأسرت قبل مطلع الفجر
والبشر.....كل البشر 
وجد السعال في صدره
مأوى وأفسح مستقر
فالهواء النقي الطاهر
امتزج بالذخان الداكن المتناثر
وباقي الكواكب والنجوم
تردد وقلبها يتحسر
أهذه لعنة السماء أصابت ببني البشر؟
يا أصحابي
لم يعد لي موطن في ركن منه 
أستقر وأحمد الله وأستتر
فسد يأجوج ومأجوج 
أظنه اليوم او غدا سينفجر
يا أصحاب سأرحل
مع أول إعصار جامح
قد يحملني إلى المريخ او زحل
فأكون أول الغزاة وأول مستعمر

حسن قصوحا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق