الجمعة، 16 فبراير 2018

♠ ♠ ♠ ♠ القصة قصيرة ♠ ♠ ♠ ♠

   ضحايا الغربة   

بقلم الشاعر / محمد عبد الرحمن موسى
******************************


  هو أستاذاً جامعياً ، يرى أن الدور التنويري للجامعه لابد أن يتعدى الدور التعليمي للطلبه الأبناء ، لذلك لجأ الي وسائل الإتصال الحديثة ، ليتمكن من نشر الفكر الذي يجعل الحياة أكثر سهوله وملائمه ، فله حساب عن طريق الجامعة علية أكثر من مليون شاب وشابه وأعضاء هيئة تدريس في الجامعات المصرية ، وعادة يتناقش مع من في صفحته يومين في الأسبوع ، في مشاكل خاصة بالشباب ، لا يستطيع كتابتها هنا على الفيس بوك فهي أسرار ، ليس من حقه إفشاءها ، وكل شاب أو شابه ، يعرض مشكلته بإسم مستعار ، أسد أو وردة أو غير ذلك ، هذه المقدمة كان لابد منها ، لماذا ؟ حتى يمكن تفسير قصتنا ، فهي طالبه جاءت من مدينتها التي تبعد مئات كثيرة من الكيلو مترات عن القاهرة لتدخل أحدى كليات القمه التي لا يوجد تخصصها إلا في القاهرة ، وهي كلية الإقتصاد والعلوم السياسية ، فهي مجتهدة وحصلت على علامات لم يسبق أن حصل على مثلها أحداً قبلها في بلدتها ، ولها صورة وهي تبتسم وتأخذ من يد المحافظ جائزة قدرها خمسة آلاف جنيهاً ، أخذها منها الأب ، للصرف على جهازها عند زواجها ، وهذا ما جعلها تستقر في سكن المدينة الجامعية ، وكانت زميلتها في الغرفة ، من مدينة غير مدينتها ، وهي لم تشعر معها بالألفه ، مما زاد من غربتها ، الشئ الذي كان يسعدها هو ما لم تراه في مدينتها البعيدة أو قل بهرتها القاهرة بزحامها وتنوع الحياة فيها ، فكانت القاهرة هي أول غرامها ، وتفرغت لدراستها حتى جاد يوم وجدته في وجهها ، أحد الطلبة القاهرين في السنه الثالثة ، وعرض عليها خدماته من مذكرات عنده وغيرها ، أرادت أن تقلد زميلاتها البنات الجامعيات في التعامل مع الزملاء الشباب بدون حساسيات ، شكرته ووعدته أنها سوف تطلب منه ما تريده إذ هي كانت في حاجه له ، ومرت الأيام وتعددت اللقاءات بهذا الشاب ( الزميل ) وأضع صفته بين هلالين ، ولأنها تفتقر لخبرة بنات القاهرة فقد وقعت في حبه ، والغريب أن إعترافها له لم يأخذ وقتاً طويلاً ، وطلب منها أن يتواصلوا تليفونياً فأعتذرت لعدم وجود تليفوناً لديها ، فأعطاها تليفون من عنده ، وظلوا يتواصلون بكلمات الحب التي قد يخجل الشاب أو الشابه بالتصريح بها لو كانا متواجهين أمام بعضهما ، وتطور الأمر الي أن أرسلت له صوراً لها على الويب سات ، وظلوا هكذا ، وكانت قد أخبرته في أول حبهما ، أنها من قبيلة لا تزوج بناتها من خارج القبيلة ، هنا قال لها إن أباه شخصية مرموقه وسوف يستعين بالمحافظ في بلدتها لإرغام أهلها على زواجه بها ، إطمئن قلبها لهذا الكلام ، وتمادت في مبادلته كلمات الغرام ، عبر التليفون ، وفي الأجازة الصيفية عادت الي بلدتها ، فعرفت من شقيقها الأكبر أن إبن عمها قد طلب من أبيها يدها والأب قد وافق ، وسيكون عقد القران في الصيف القادم عند عوته من أحد بلاد الخليج التي يعمل بها مهندساً ، وانطلقت الزغاريد في كل البيت والحي ، والذي يجب قوله هنا أن البنات في هذه المجتمعات مهما بلغت درجت ثقافتهن لا يملكن إلا الموافقة ، لأن الزواج بيد الأب أو الشقيق الأكبر ، أما البنت فهي لا رأي لها ، وتساق الي بيت العريس بعد إجراءات الزواج وإتفاقات بين الرجال هي قد لا تعلم عنها شئ ،كانت تقول في نفسها أن هناك فسحة من الوقت ، فعندما تعود الي الجامعه سوف تخبر من أحبته ، حتى يتصرف بمعرفة والده المهم كما كان قد وعدها ، وعادت الي القاهرة وكان في إستقبالها ذلك الحبيب ( الزميل ) وبعد كلمات الأشواق ، دعاها الي أن يجلسا في كازينو على النيل ، قبل الذهاب الي المدينه الجامعية ، وحدث ولما جلسا أخبرته مباشرةً ، بتلقائية بلا لف ودوران ، وطالبته أن يتصرف بسرعة عن طريق والده كوعده لها ، تغير وجهه فجأة وقال لها إن شاء الله ، وبفطرة بنت لا خبرة لها قررت البعد حتى يفي ذلك الحبيب بوعده ، مر شهر هو لم يتصل بها ، وهي تتجاهله إذا رأته في الكلية ، وفي يوم إتصلت به فأخبرها أن يحاول مع والده ، ولا تتعجلي ، وبعد أيام إتصل بها وأخبرها أنه إتفق مع أبيه أن يتقابلا معه يوم أجازة عيد الشرطة 25 يناير ، فرِحت هي بكلامه لأنها نفس بريئة لا تعرف الف والدوران ، وفي اليوم المتفق علية طلبت لأول مرة من زميلتها في الغرفة بلوزة كانت الزميلة رجعت بها من الأجازة وقد أعجبتها ، وافقت الزميلة وأسرعت هي الي اللقاء ، أخذها في تاكسي الي عمارة في ميدان كبير قال شركة والده هنا ، لم تفكر صعدت معه ووجدت يافطة عليها إسم أبوه ولكن الباب منغلق ، أخرج مفتاح من جيبه وفتح الباب ، ولم يكن في المكتب أحد ، أخبرها أنهما جاءا مبكراً ، وسيأتي والده حالاً ، وجلست وأقترب منها بكلماته الهامسة والتى كانت تدور برأسها ، ثم إقترب منها ليضع يده على أماكن كانت الأم تقول للإبنه المسافرة الي القاهرة للدراسة ، إن هذا المكان ليس حقك ولا ملكك ، هو حق العائلة وملكهم ، وإياكي والتفريط في حق عائلتك ، وكأنها قد سمعت في هذه اللحظة كلمات أمها في أذنيها ، فانتفضت من جلستها وقالت له ، لا ، حاول معها بالقوة فلطمته على وجهه وأسرعت بالخروج ، كانت وهي تقاومه قد مزق جزءً من بلوزة زميلتها التي أعارتها إياها ، رجعت تبكي الي غرفتها وأخبرت رفيقتها أنها قد شبك بها مسمار ، وإنها سوف تعمل على إصلاحها ، وإن تعذر فإنها معها من المال ما سوف تشتري أخرى لها ، ولاول مرة جلست بجابها زميلتها وقالت المهم الا تكوني قد جرحتي من هذا المسمار ، القت برأسها عل كتفها وراحت تبكي بشدة ، المهم هو ما حدث بعد ذلك ، أتصل بها ذلك الذي أحبته وكان أول من دخل قلبها ، والغريب أنها مع أول ما جذبها من جسدها خرج من قلبها بسرعة هي تستغرب لها ، طلب رؤيتها فقالت لا لقد إنتهى كل شئ بيننا وأحمد الله أني عرفتك على حقيقتك ، تركها يومين وأعاد نفس ما قاله لها ، فسمع نفس ردها ، ثم أعاد الإتصال بها ولم يتكلم بل أسمعها تسجلاً لكلمات الحب كانت قد وثقت فيه وقالتها ، ثم تكلم وقال لها إن لم تأتي لي بلا مقاومه سوف أرسل هذه التسجيلات الي أهلك ، والي من سوف يتزوج بكِ ، وأغلق التليفون وبعد وقت قصير بث لها على التليفون الصور التي أرسلتها له وهي تضحك في سرير غرفتها ، الي هنا أتوقف ، وأنا لم أكتب تفاصيل قد لا يليق لمثلي قولها ، فأنا لم أأخذ الإذن من صاحبتها حتى أكتب كل التفاصيل ، وهي كانت قد إتصلت بي على الخاص وأنا في أمريكا ، وقالت حكاياتها وهي تبكي ، وأقسمت أن هذه الأشياء لو وصلت لإهلها سوف يقتلوها ، وإنها تفكر في الإنتحار ، وأنا قد صغت القصة بشكل أدبي يصلح للنشر ، والأن سؤالي ماذا تفعل بنت جاءت من أقاصي البلاد ، ولا كانت تدري أن الحب عند البعض كلمات لصيد الفرائس بها ، تركت القصة بدون حل ، ( ملاحظة: لقد قمت بحل اللغز بحكم قدرتي كأستاذاً جامعياً يملك من وسائل الضغط الأخلاقية ما يستطيع أن يوقف مثل هذا العابث عند حده ، ولكن هناك حالات أخرى يصعب مساعدنها ، لذلك أرسلت إلي المجلس الأعلى للجامعات ، ضرورة أن تصدر الكليات مع شهادة التخرج للخريج أو الخريجة ، شهادة لحسن السير والسلوك ويتم ختم شهادة التخرج لمن لا يستحق الشهادة بخاتم أنه سئ السير والسلوك ، وتصبح هذه الشهادة ضرورية للعمل وبغيرها لا يلتحق بأي عمل حتى ولو كان قطاع خاص ، فلابد أن نتعاون حتى نمزق معاً شباك قذرة لصيد القلوب ) ، وصاحبة القصة إطلعت عليها كاملة وسمحت لي بنشرها .
   ا.د/ محمد موسى

يقلم الشاعر ♠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق