هَل نحنُ على أَعتابِ حَربٍ عالميَّةٍ ثالثة؟
بقلم الشاعر/الأَديب قِوامُ الدِّين الهاشميّ
******************************************
لعلَّ السؤالَ أَعلاهُ، الّذي هُوَ عنوان مقالتي لهذا اليوم، يُصيبك بالارتباكِ بعضَ الشيء؛ إِذ: إِذا حدثت الحربُ العالميَّةُ الثالثة، فهَل هذا يعني:
- دمار كلّ شيءٍ على سطحِ الأَرض؟!
الجواب:
- الدمارُ لَن يَطالَ سطحَ الأَرضِ فَقَط، بَل: وَ سَيطالُ باطنها أَيضاً!
لماذا؟
لأَنَّ الأَسلحةَ الفتَّاكَةَ الَّتي ستُستَخدَمُ فيها ستكونُ هي الأَكثر وحشيَّةً على مَرِّ البشريَّةِ كلِّها، وَ مِن هذه الأَسلحةِ على سَبيلِ المثالِ الواقعيّ لا الحصر: هُوَ: السَّلاح النوويّ، الّذي تمتلكُهُ دولٌ صرَّحَتْ بامتلاكها إِيَّاهُ عَلَناً، وَ استعدادها لاستخدامهِ في حالَةِ حدوث الحرب عليها، مثل: (أَمريكا) وَ (روسيا) وَ (كوريا الشماليَّة)، أَمَّا الدول الأُخرى الَّتي تمتلِكُهُ بالفعلِ وَ قَد لَمَّحَتْ بامتلاكها لَهُ تارَةً أَو أَنكرتْ امتلاكها لَهُ تارةً أُخرى مَعَ وجودِ القرائنِ الْمؤكَّدةِ الَّتي تؤيِّدُ امتلاكها إِيَّاهُ بالفعلِ، فهيَ دولٌ مُتأَهِّبَةٌ للحربِ في أَيَّةِ لحظَةٍ كانت؛ وفقَ مبدأِ ما أُسمّيه بـ: (الأَرض الْمَيِّتة)، أَيّ: تدميرُ كُلّ شيءٍ يمتلِكهُ العَدوُّ حتَّى وَ إِن أَدَّى ذلكَ إِلى تدميرِ كُلِّ شيءٍ تمتلكهُ الجهةُ الْمُواجِهة لَهُ، وَ بمعنىً أَوضَح: أَنَّ هذه الدول تعملُ وفقَ: (إِمَّا أَن أَحيا لوحدي، أَو نموتَ مَعَاً)، وَ مِن هذهِ الدول على سَبيلِ المثالِ الواقعيّ لا الحَصر: (إِسرائيل)، الكيان الصهيونيِّ الغاصبِ الْمُحتَلِّ لأَرضِ فلسطين الْجريحة!
ناهيكَ عَمَّا سيُصاحِبُ هذه الْحَرب مِن تداعياتٍ خَطيرةٍ جدَّاً تتزامَنُ مَعَ لحظةِ اندلاعِها، وَ منها:
- أَوَّلاً: اِستغلالُ الجهات الْمُعارِضة لحكوماتها انشغال هذه الحكومات بالحربِ الدائرة، وَ الالتفاف على هذهِ الحكوماتِ مِنَ الداخلِ؛ بُغيةَ الإِطاحَةِ بها وَ الاستيلاء على الْحُكمِ، مِمَّا يجعل دائرة الحرب تتوسَّع داخليَّاً وَ خارجيَّاً مَعَاً على حَدٍّ سواء، وَ ما مِن حكومةٍ في جميعِ دولِ العالَمِ قاطِبَةً، إِلَّا وَ لها مُعارِضون.
- ثانياً: انتفاضَةُ الشعوبِ الفقيرةِ الْمُضطَهَدَةِ الَّتي تَمَّ اضطِهادُها على أَيدي تلكَ الْحكوماتِ؛ لأَخذِ الثأَرِ مِن هذهِ الحكومات، مِمَّا يُؤجِّجُ حِدَّةَ الاشتباك بَينَ جميعِ الأَطرافِ الْمُتحارِبة، على جميعِ الْمَحاوِرِ القتاليَّةِ كافَّةً دونَ استثناء، وَ مِمَّا لا شَكَّ فيهِ أَنَّ تَحتَ ظلِّ جميعِ الحكوماتِ في العالَمِ قاطبَةً يئِنُّ اليومَ آلافٌ وَ ملايينٌ مِنَ الْفُقراءِ، فَهُوَ إِذاً هَرَجٌ وَ مَرَج، يُصاحِبهُما سُقوطٌ وَ عَرَج.
- ثالثاً: تفشّي الأَمراضُ الوبائيَّةُ وَ الجوعُ وَ العَطشُ؛ إِثرَ إِنعدامِ الخدماتِ الأَساسيَّةِ كالكهرباءِ وَ الإِنترنت وَ غيرهما؛ بَعدَ تدمير الْبُنى التحتيَّةِ، كنتيجَةٍ حتميَّةٍ للضَرَبَاتِ الانتقاميَّةِ الَّتي يتلقَّاها كلّ طَرَفٍ مُشتركٍ في الحَربِ مِنَ الطرَفِ الآخَرَ الْمواجهِ لَهُ، وَ بالتالي: الشلل التامّ في جميعِ مَفاصلِ الحياةِ اليوميَّةِ الْمُعتادَةِ مِنَ العملِ وَ الدراسةِ وَ سواهُما، فلا بَيعٌ وَ لا شِراء، وَ لا غذاءٌ وَ لا دواء، وَ لا تواصل بين أَصدقاءٍ وَ أَقرباء.
- رابعاً: انتشار الفوضى العارمة مَا بينَ استغلالِ الشاذّين جنسيَّاً الوضع الدائرِ في البلادِ، بالتعدّي على أَعراضِ وَ حُرُماتِ الآخرين، وَ مَا بَينَ قيامِ العصاباتِ بالسطوِ الْمُسلَّحِ على الآمنينَ؛ بُغيةَ سَرقَةِ مُمتلكاتِهم، وَ ما بَينَ هَتكِ الأَعراضِ وَ الْحُرُماتِ على أَيدي الجماعاتِ الإِرهابيَّةِ التكفيريَّة الَّتي هيَ اليومَ عبارة عَن خلايا نائمة في أَغلبِ دول العالَم قاطبَةً، وَ تنظيماتٍ مُسلَّحَة مكشوفَة في البعضِ منها، كما في: (سوريا) وَ (العراق)، فلا أَمَنٌ وَ لا أَمان، مَعَ الأَخذِ بنظرِ الاعتبار: أَنَّ أَكثر دولتين ستتعرَّضان للدمارِ وَ الضرباتِ الانتقاميَّةِ أَثناء الحرب الْمُدَمِّرَةِ هذهِ، هُما: (سوريا) وَ (العراق)، مَعَ شمولِ هذه الضربات الانتقاميَّة جميعَ الدول الّتي فيها قواعد عسكريَّة تابعة للويلات (لا الولايات فقط) المتحدة الأَمريكيَّة وَ الَّتي قَد يزيد عددها عَن الأَربعين دولة في مختلفِ الأَصقاع، وَ على رأَسها قاطبةً: (إِسرائيل) الكيان الصهيونيِّ الغاصبِ الْمُحتَلِّ لأَرضِ فلسطين الْجريحة.
إِذاً، فَالأَمرُ خطيرٌ للغاية، وَ هُوَ حقيقيٌّ وَ ليسَ خياليَّاً، فيما يسعى جاهداً ذوي الْمطامِعِ الاستعماريَّةِ أَن يُبقي هذا الأَمرَ سرَّاً وَ أَن يُبقي الآخرينَ في غَفلَةٍ عنهُ جُملةً وَ تفصيلاً، عبرَ هَدرِ طاقاتهمِ في الأَفلامِ وَ الْمُسلسلاتِ وَ البرامج التلفزيونيَّة عديمةِ الفائدة، وَ عبرَ المسابقات وَ الأَلعاب الرياضيَّةِ ذات الخِطط الاستراتيجيَّة السَلبيَّةِ الْمُعدَّةِ مُسبقاً، وَ عبرَ العديدِ مِنَ الوسائل الأُخرى الْمُتاحَة، وَ مِنَ الْحُمقِ إِذا ارتأَيت أَنت وضع رأَسك في التراب هرباً مِن مواجهةِ هذه الحقيقة الخطيرةِ جدَّاً وَ الْمَهولَةِ أَيضاً، بَل وَ مِنَ الْحُمقِ كذلكَ إِذا ظننت أَنت أَنَّ استحالَةَ إِصابتك بشيءٍ من هذه الآثارِ الخطيرةِ هُوَ شيءٌ حتميٌّ بالنسبةِ لك!
لماذا؟
لأَنَّ الإِمامَ الْحُسين بن أَميرِ المؤمنين الإِمام عليّ بن أَبي طالبٍ الهاشميّ (عليهمُ السَّلام)، وَ الَّذي هُوَ ابنُ بنتِ رسولِ اللهِ محمَّد بن عبد الله الهاشميّ (صلَّى اللهُ عليهِ وَ آلهِ وَ سلّم)، قَد تعرَّضَ إِلى القتلِ وَ الاستباحَةِ على أَيدي أَعداءِ اللهِ مِنَ مارقَةِ الدِّين وَ الضَمير، بالرُغمِ مِن معرفتهم الْمُسبَقة أَنَّ الإِمامَ الْحُسين (عليه السَّلام) هُوَ ابنُ بنتِ رسول الله (روحي لهما الفداء)!!
- فإِذا كانَ الإِمامُ الْحُسينُ الشهيدُ بطَفِّ كربلاء قَد فعلوا بهِ أَشنعَ الجرائمِ وَ هُوَ أَفضلُ منِّي وَ منك وَ مِن جميع البشرِ الموجودين اليومَ على قَيدِ الحياة، أَفَهَل يتورَّع مَن لا يخشى اللهَ عَنِ ارتكابِ أَمثالها بحقِّيَ أَو بحقِّك أَنت؟!!
بالطبعِ لَن يتوَّرعونَ عَن ذلكَ مُطلَقاً!
وَ ما جرى للإِمامِ الْحُسينِ (عليهِ السَّلام) أَرادَ بهِ اللهُ سُبحانهُ أَن يُخبرنا بأُمورٍ عمليَّةٍ واقعيِّةٍ، وَ منها: هذا الأَمرُ الّذي مَرَّ أَعلاه، أَيّ: هواننا على أَيدي أَعداءِ الله كافَّةً في كُلِّ زمانٍ وَ مكانٍ، وَ يمكنك النظر حولك بإِمعانٍ شديدٍ وَ ملاحظة ما يحدثُ داخلَ زنازين الْسجونِ وَ الْمُعتَقَلاتِ، بل وَ حتَّى خارجها أَيضاً، مِن قَتلٍ وَ تعذيبٍ وَ اغتصابٍ وَ كُلّ أَمَرٍ جَلَلٍ يُندى لَهُ الْجَبين، بحقِّ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الشيوخِ وَ الأَطفال قاطبةً دون استثناءٍ لأَحدٍ منهم قَطّ، ليسَ في يومنا هذا حَسَب، إِنمَّا على مَرِّ التَّاريخِ برُمَّتهِ جميعاً؛ ليتبيَّنَ لك صدق ما يُخبرنا اللهُ به، فلاحِظ وَ تبصَّر وَ تدبَّر! وَ عليك الاتِّعاظ بغيرك لا بنفسك أَنت! فالعاقِلُ مَن يتعِظَ بغيرهِ لا بنفسهِ هُوَ، جَعلَني اللهُ وَ إِيَّاك مِنَ العاقلين..
إِذاً:
- ما هُوَ الْحَلّ؟
- كَيفَ السبيلُ للخروجِ مِن دائرَةِ هذا الشَرِّ الْمُحدقِ في الآفاق؟
- مَا الّذي يمكنك (وَ يمكنني أَيضاً) القيامَ بهِ للحفاظِ على ما يُمكِنُ الحفاظ عليهِ حتَّى اللحظةِ الأَخيرة؟
إِنَّ جَميعَ الأَدلَّةِ وَ الدلائلِ العلميَّةِ وَ العمليَّةِ، بما فيها النقليَّة وَ العَقليَّة، وَ منها: ما وردَ في الأَحاديثِ النبويَّة الشّريفة عَنِ علاماتِ آخِرِ الزمان، وَ الكتب السَّماويَّة كافَّة وَ ما وردَ فيها عَن أَحداثِ ما قَبلَ قيام السَّاعة، وَ الخِطط الَّتي يَعملُ عليها الْمُستعمرون الكِبار وَ على رأَسِهِم الولايات الْمُتحدة الأَمريكيَّة، وَ الَّتي وفّقني اللهُ تعالى للإطلّاع عليها عَن كثبٍ، كلَّها تؤكِّدُ بشكلٍ قاطِعٍ لا لَبسَ فيهِ مُطلَقاً، أَنَّ:
- الحرب العالميَّة الثالثة قَد أَصبَحَتْ على الأَبواب!
وَ قَد تُقرَعُ طبولُها في أَيِّ لحظةٍ كانت مُنذُ قَبلَ الآن!
عِلمَاً: أَنَّ التلويحَ لقرعِ طبولها قَد تَمَّ بالفعلِ صَراحَةً دونَ خَجَلٍ أَو وَجَلٍ وَ على أَيدي كِبارِ قادتها الْمُعلَنين، مُتمثلةً بالرئيس الروسيّ (فلاديمير بوتين) مِن جهةِ الشَرق، وَ الرئيس الأَمريكيّ (دونالد ترامب) مِن جهةِ الغَرب!
وَ هيَ ستحدثُ عاجلاً أَم آجِلاً لا محالة! وَ ما هُوَ إِلَّا بَعضُ الوقتِ، طالَ أَم قَصُرَ، إِلَّا أَنَّهُ آتٍ بكُلِّ يقينٍ لا لَبسَ فيه!
أَمَّا:
على رُغمِ الكوارثِ الْجِسامِ الَّتي ستُخلّفُها هذهِ الحربُ، فإِنَّ الْمُطَمئِنَ في الأَمرِ هُوَ: أَنَّ الْحَربَ ستأَكُلُ:
- كُلَّ ظالمٍ مُجاهِرٍ بظُلمهِ.
- كُلَّ فاسِقٍ قَد أَعلنَ فِسقَهُ صَرَاحَةً.
- كُلَّ جبَّارٍ عنيدٍ تصدَّى للحربِ ضدَّ الْمُضظَهَدينَ وَ الْفُقراء.
- كُلَّ مَن لا يتورَّعُ عَن محارمِ الله علانيَّةً.
- كُلَّ مَن طغى وَ تجبَّر وَ عاثَ في الأَرضِ فساداً.
كائناً مَن كان، بغَضِّ النظرِ عَن درجتهِ العلميَّةِ أَو مكانتهِ الاجتماعيَّةِ، أَو عِرقهِ أَو انتمائهِ أَو عقيدتهِ، أَو شكلهِ أَو لونهِ أَو جنسهِ (ذكراً كانَ أَو أُنثى)!
أَمرَداً، مُلتحيَاً، يرتدي بزَّةً مدنيَّةً أَو عسكريَّةً، مُعمَّمَاً، طويلاً، قصيراً، بديناً، نحيفاً، أَبيضاً، أَسوداً، متزوِّجاً، أَعزباً، مِنَ الذكورِ وَ الإِناث قاطبةً، لا فرقَ في ذلك بينهُما مُطلَقاً؛ فقَد حانت ساعَةُ الِعقاب الإِلهيِّ في الدُّنيا، تميداً لعقابهم الأَشَدّ يومَ الحساب الأُخرويّ في الآخِرَة!
لذا:
فهيَ حَربٌ عالميَّةٌ عِقابيَّةٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ، يَضرِبُ بها اللهُ الظالمينَ بالظالمين؛ لأَجلِ تمهيدِ الأَرض كي تُملأَ عَدلاً وَ قِسطاً بعدما مُلئت ظُلماً و خَبطَاً، كي يستردَّ الْمُضظَهَدونَ أَنفاسَهُم، هؤلاءِ الْمُضطَهدون الّذين سيكونونُ حينها في آخِرِ الْمَطافِ عندَ وقوعِ الْملحَمَةِ الكُبرى، تحتَ قيادةٍ عالميَّةٍ موحَّدَةٍ يقودُها الإِمامُ الْمَهديُّ الْمُنتَظَرُ الهاشميُّ صاحِبُ العَصرِ وَ الزمان (عَجَّلَ اللهُ تعالى فَرَجَهُ الشّريف) الَّذي هُو حَيٌّ يُرزَقُ في يومنا هذا (روحي لَه الفداء)، وَ تأَتَمِرُ بأَوامرِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ، بالأَحكامِ الإِسلاميَّة الأَصيلةِ، لا بما زُوِّرَ منها اليوم على أَيدي الْمُحرِّفينَ الكَلِمَ عَن مواضعِهِ، مِن طُلَّابِ الدُّنيا الْمُنافقينَ وَ الْمُنافقات (فليفَهم عقلك ما أَعني أَعزَّك الله؛ وَ الْحُرُّ تكفيهِ الإِشارة)، فَهُوَ (أَيّ: الإِمامُ المهديّ عليهِ السَّلام) مَن يُحيي (الإِسلام) الأَصيل، كما قالَ رسولنا الكريم (صلّى اللهُ عليهِ وَ آلهِ وَ سَلَّم): "بدأَ الإِسلامُ غَريباً، وَ سيعودُ غريباً، فطوبى للغُرباء"، وَ لَعَمْريَ سيقولُ جُلُّ النَّاسِ في زَمَنِ خلافتهِ الْمُبارَكة:
- ما لهذا (الإِسلام) أَصبحَ غريباً عَمَّا كُنَّا عليهِ سابقاً؟!!
لِمَا يَرَونَ مِن أَحكامٍ شرعيَّةٍ مُختلفَةٍ جذريَّاً عَمَّا يُرَوَّجُ لها في زماننا الّذي نحنُ فيهِ، فمنها مَا كانَ يظنّونَ أَنَّهُ حلالٌ وَ هُوَ حرامٌ مَحض، وَ منها ما كانَ يظنّون أَنَّهُ حرامٌ وَ هُوَ حلالٌ مَحض، وَ مِثالُ هذين الأَمرينِ:
المثالُ الأَوَّل: ما يَظنُّهُ الْبَعضُ مِنَ أَنَّ سَبَّ وَ/ أَو لَعنَ وَ/ أَو طعنَ شرفِ أُمِّنا (أُمّ المؤمنين) عائشة رضي اللهُ تعالى عنها وَ أَرضاها هُوَ حَلالٌ، وَ هُوَ حرامٌ مَحض.
المثالُ الثاني: مَا يَظنُّهُ الْبَعضُ مِن أَنَّ الأَخذ وَ العطاءَ وَ شتَّى أَشكالِ التعاونِ مَعَ البنوكِ الرَبويَّةِ (وَ غالبيَّةُ البنوكِ في يومنا هذا بجميعِ دول العالم هيَ بنوكٌ ربويَّةٌ) هُوَ حَلالٌ، وَ هُوَ حرامٌ مَحض.
المثالُ الثالث: ما يَظنُّهُ الْبَعضُ مِن أَنَّ عدم ارتداءِ النِّساءِ للحجابِ الْمُتعارَفِ عليهِ لدى عامَّة النَّاسِ هُوَ حرامٌ، وَ هُوَ حَلالٌ مَحض.
المثالُ الرابع: ما يَظنُّهُ الْبَعضُ مِن أَنَّ الغِناءَ هُوَ حرامٌ، وَ هُوَ حَلالٌ مَحض.
وَ غيرَ هذا مِنَ الأَمثلةِ الكثيرةِ على مَا مَرَّ أَعلاه، لا يَسَعُ المقالُ لسردها جميعاً.
وَ جميعُ الْمُضطَهَدينَ آنذاكَ سيكونونَ على أَبوابِ نعيمٍ قادمٍ بعدَ انتهاءِ الحربِ العالميَّةِ الْمُدَمِّرة هذه..
أَمَّا:
- مَن هؤلاءِ الْمُضطَهَدين الّّذين سيوفّقونَ للخروجِ من دائرةِ الحربِ الْمُدَمِّرَةِ بأَقلِّ خسائرٍ ممكنةٍ لهُم، بما يؤهّلهم على قُدرَةِ الوصولِ سالمينَ للتنعُّمِ في ظِلِّ الْحُكمِ الْمَهديِّ الأَصيل؟
إِنّهُم:
- أُولئكَ الّذين رَجعوا إِلى اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَبلَ فواتِ الأَوان..
- الّذين صَدَقوا ما عاهدوا اللهَ عليهِ وَ ما بَدَّلوا تبديلاً..
وَ لأَنَّ:
- {اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ، لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}..
[القُرآنُ الكريم: سورة الزمر/ الآيتان (62 و63)]..
فإِنَّ بعض توصياتي الرئيسيَّة إِليك للخلاصِ مِن آثارِ ما هُوَ قادمٌ لا محالة، هيَ ما يلي:
(1): الرجوع الفوريّ إِلى اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ العمل الجاد الدءوب لحظةً تلوَ أُخرى على تطبيقِ أَوامرهِ الصريحةِ في القُرآنِ الكريمِ، جُملةً وَ تفصيلاً، عليك بنفسك أَنت أَخذ أَحكامَ اللهِ مِنَ قُرآنِهِ الكريم، لا مِنَ هذا أَو ذاكَ؛ لأَنَّ كثيراً مِن هذا وَ ذاكَ مُخادِعون، يُتاجِرونَ باسمِ الدِّينِ، وَ الدِّينُ منهُم براء، فلا يغرَّنك مظهرُهُم أَو ما يدّعونَ بهِ؛ فإِنَّ الدِّينَ لَعقٌ على أَلسنتِهِم ليسَ إِلَّا، وَ لَن ينفعك الاتِّكالَ عليهم شيئاً يومَ الحساب الدّنيويّ العاجل أَو الأُخرويّ الآجل، وَ كلاهُما قادمانِ لا محالة، لذا: عليك التقرُّب إِلى اللهِ بالطاعاتِ وَ العبادات، وَ المواظبة على قراءةِ سيِّد الاستغفار الّذي أَمرنا بهِ رسولنا الكريم (صلّى اللهُ عليهِ وَ آلهِ وَ سلّم)، وَ هُو: "اللهُمَّ أَنتَ رَبِّي، لا إِلهَ إِلّا أَنتَ، خَلَقتَني وَ أَنا عَبدُكَ، وَ أَنا على عَهِدكَ وَ وعدِكَ ما استطعتُ، أَعوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنعتُ، أَبوءُ لكَ بنعمتكَ عَليَّ وَ أَبوءُ بذنبي، فاغفِر لي؛ فإِنَّهُ لا يَغفِرُ الذنوبَ إِلّا أَنت".
(2): ردّ المظالم إِلى أَهلها، سواء كانت ماديَّةً أَو معنويَّةً، عليك الإِسراع الفوريّ لتبرئةِ ذمّتك بشكلٍ عمليٍّ، لا مجرّد طلبك قولاً إِبراء الذمَّة مِمَّن ظُلِمَ على يديك أَنت، يَجبُ عليك إِزالةَ جميع تبعات الْظُلم الّذي تسبَّبت أَنت به للمظلومِ على يديك، حتَّى وَ إِن أَدَّى ذلك لكشفِ حقيقتك الْمُخادِعَة أَمامَ الآخرين (في حالِ قَد كنت أَنت بالفعلِ هكذا في واقعك الحقيقيّ أَمامَ الله، وَ أَنت أَدرى بنفسك منِّي عنك)، الأَهمّ هُوَ: رضا الله عنك، أَن تُبرئَ ذمّتُك أَمامَ اللهِ قَبلَ فواتِ الأَوان، بأَن يَتمّ على يديك أَنت إِرجاع الاعتبار الماديّ وَ المعنويّ كاملاً لِكُلِّ مَن وقعَ ظُلمُك عليه، وَ إِن كانَ هذا الْظُلم على شَكلِ اغتيابٍ أَو تشويه سمعةٍ أو سوء ظَنّ، كحدٍّ أَدنى، فما بالك بما هُوَ أَكبر منهُ؟! وَ جميعُهُ يندرج تحت صفةِ (الظُلم)! وَ مَن ارتكبَهُ فَهُوَ مِنَ (الظالمين)!!
(3): التصدُّق بنيَّةِ الْتَقرُّبِ إِلى اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ بما يُمكنك الْتصدُّق بهِ على جَميعِ الْمُحتاجينَ وَ الفُقراء، وَ مساعدتهم بما يمكنك ذلك، مِن أَجودِ ما لديك، لا مِن رَثِّ الفائضِ عَن حاجاتك، وَ تقديمها لكُلِّ مَن هُم بحاجةٍ لها، بغَضِّ النظرِ عن عِرقِهم أَو انتمائهم أَو عقيدتهم، عليك التصدُّق وَ تقديم المساعدة الملموسة بنفسك أَنت، إِيَّاك وَ الثقة بجميع صناديق الصدقات أَو الحسابات البنكيَّة الموجودة حاليَّاً الَّتي يدّعي أَصحابها أَنَّها تذهبُ لعملِ الخيرات؛ كثيرٌ مِنَ هذهِ الصناديق وَ الحسابات البنكيَّة إِنَّما هيَ في واقعها تذهبُ إِلى جيوبِ أَعداءِ الله، إِلى أَرصدةِ الظالمين، إِلى خزائنِ الْمُستعمرين، وَ لَن يَصلَ منها شيءٌ إِلى ما يدَّعون بهِ، عليك إِذاً: التصدُّق وَ المساعدة بنفسك أَنت، مِن يدك إِلى يدِ الْمُحتاجين مُباشرةً دونَ واسطةٍ مِن أَحدٍ مُطلقاً، بدءً مِنَ الأَهَمِّ إِلى الْمُهمِّ ثُمَّ الأَقلّ أَهميَّةً، وَ ليكُن خَطُّ البدايَّةِ في التصدُّقِ وَ المساعدةِ لديك ينطلِقُ مِن منطقتك الَّتي تسكن فيها أَنت، ابتداءً مِن أَهلِ بيتك الّذين يسكنون معك وَ مِن بعدِهِم جيرانك الفُقراء (و هؤلاءِ هُم الأَهمّ)، ثمَّ مروراً بأَقربائك الْمُحتاجين (وَ هؤلاءِ هُم الْمُهمّ)، وَ انتهاءً بكلِّ مَن تعرِفُهُ أَو يَعرفُهُ مَن تثق بهِ ثقةً مُطلَقةً أَنَّهُ مِنَ الْمُحتاجين وَ إِن كانَ مِنَ الغُرباء (وَ هؤلاءِ هُم الأَقلّ أَهميَّةً)، عليكَ التصدّق وَ مساعدة كُلّ مَن هُوَ بحاجةٍ إِلى المساعدة، على قَدرِ استطاعتك أَنت، وَ إِيّاك الاستهانة بالقليلِ؛ فإِنَّ الحرمانَ مِنَ القَليلِ أَقلَّ منهُ! على أَن لا يَغيبَ عنك نهائيَّاً: أَنَّ التصدُّقَ وَ المساعدة يَجبُ أَن يكونا للصّالحينَ مِنَ الْمُحتاجينَ وَ الفُقراء، أَيّ: مَن كانَ عدوَّاً للهِ، بَعيداً عَن تنفيذِ أَوامرهِ عَزَّ وَ جَلَّ، سائراً في رَكبِ الْمُنافقينَ وَ الْمُنافقات، فإِنَّ مقاطعتك له واجبٌ شرعيٌّ تعبّديٌّ للهِ تعالى، حتَّى وَ إِن كانَ ذلكَ الشخص تربطك بينك وَ بينه صِلَةُ سَببٍ أَو نسَب، أَيّ: حتَّى وَ إِن كانَ ذلكَ الشخصُ هُوَ أَحد أَصهارِك أَو أَصدقائك أَو زملائك أَو أَبناء وَ بنات خالك أَو خالتك (هذا مثالٌ عَنِ السَبب) أَو والديك أَو أَخويك أَو أُختيك أَو أَبناء وَ بنات عمّك أَو عمّتك (وَ هذا مِثالٌ عَنِ النسَب)! وَ علامتهُ الدالّة على نفاقهِ هُوَ ما أَخبرنا بهِ رسولنا الكريم (صلّى اللهُ عليهِ وَ آلهِ وَ سَلّم)، وَ هي: "إِذا حدَّثَ كذب، وَ إِذا وعدَ أَخلَف، وَ إِذا أُؤتِمنَ خان"، فإِيَّاك وَ الغفلة عَن هذا الأَمرِ مُطلَقاً!
(4): كَفُّ الأَذى عَنِ النَّاس، حتَّى وَ إِن كانَ ذلكَ برفعك قطعةَ زجاجٍ مرميَّةً على قارعَةِ الطريق، عليك الْمُبادرة فوراً بكلِّ ما يمكنك القيام به لرفع الأَذى عنِ النَّاس، حتَّى وَ إِن كانَ ذلكَ عَن طريقِ نصحِهم وَ إِرشادهم إِلى ما غابَ عنهم أَو غيَّبهُ عنهم ذوي النّفوسِ الدنيئة، معَ الأَخذ بنظرِ الاعتبار: أَنَّ النُصحَ وَ الإِرشاد يكونانِ لِمَن يستحقّهما مِمَّن وصفهم اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ بقولهِ: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الألْبَابِ}.. [القُرآنُ الكريم: سورة الزمر/ الآية (18)]، وَ إِلَّا: فلا تثريبَ عليك مُطلَقاً.
(5): النظافَةُ ثُمَّ النظافَةُ ثُمَّ النظافَةُ؛ فالنظافَةُ مِنَ الإِيمانِ، وَ مَن لا نظافَةَ لَهُ لا إِيمانَ لَهُ وَ إِن اِدَّعى غيرَ ذلكَ، لذا: عليك بالنظافَةِ الدائمةِ بكلِّ أَشكالها، النظافة القَلبيَّة، النظافة القوليَّة، النظافة الفعليَّة، النظافة في كلِّ شيءٍ قاطبةً بجميعِ أَشكالها وَ أَصنافها دونَ استثناءِ شيءٍ منها نهائيَّاً، نواياك، جسدك، ثيابك، بيتك، مدينتك، أَغراضك، أَقوالك، أَفعالك، كلماتك، كتاباتك، منشوراتك هُنا وَ هُناك، في كلِّ شيءٍ دون استثناءٍ، وَ إِيَّاك إِيَّاك ارتكاب شيءٍ يجعلك شخصاً مُتّسخاً أَمامَ الله، حتَّى وَ إِن كانَ ذلك الشيءُ صغيراً مِن وجهةِ نظرك أَنت؛ فرُبَّ صَغيرٍ هُوَ في واقعِهِ شَيءٌ عُضال يودي وَ يؤدِّي لجذبِ كُلِّ مُظلِّ وَ ظَال!
إِنَّ الإِسراعَ بالعملِ الجاد الدءوب بهذهِ التوصيات الرئيسيَّةِ الْخَمس، سيكونُ كفيلاً إِن شاءَ اللهُ تعالى لأَن تشملنا الرَّحمة الإِلهيَّةِ ساعةَ وقوعِ الشدائدِ وَ البلايا القادمةِ بخطىً مُتسارِعَةٍ وَ الْجُلُّ عنها غافلون! فيحفظنا اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِن آثارِها الْمُرَوِّعة وَ يُمَكِّنُ لنا أَسبابَ الوصولِ إِلى بَرِّ الأَمان..
يقولُ رَبُّ العالمين في مُحكمِ كتابهِ العزيز:
- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}..
[القُرآنُ الكريم: سورة التحريم/ الآية (8)]..
وَ يكفينا الحديثُ القُدسيُّ الشّريفُ التالي؛ دافعاً قويَّاً للتمسُّكِ بأَحكامِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ:
- "إِن لَمْ تَرضَ بقضائي، فاخرُج مِن أَرضي وَ سمائي".
فباللهِ عليك:
- أَيُمكِنُ لمخلوقٍ أَن يَفِرَّ مِنَ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا إِليهِ؟!!
فالأَرضُ أَرضُهُ، وَ السَّماءُ سماؤهُ، وَ {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ}، فلا مَفَرَّ مِن حُكمهِ وَ قضائهِ مُطلَقاً!! شئت أَنت ذلكَ أَمْ أَبيت!!!
وَ ليكُن أَمام ناظريك على الدوامِ قولُهُ تعالى:
- {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}..
[القُرآنُ الكريم: سورة آل عمران/ الآية (19)]..
أَيّ: لا يوجَدُ شَيءٌ اِسمُهُ: (الإِسلام السُنيّ)، أَو: (الإِسلام الشيعيّ)، أَو: (الإِسلام السياسيّ)، أَو: (الإِسلام الْمَدَنيّ)، أَو: (الإِسلام الحَضاريّ)، أَو، أَو.. الخ، بذاتهِ دونَ غيرهِ؛ لا يوجدُ شيءٌ عندَ الله عَزَّ وَ جَلَّ سوى (الإِسلام) الأَصيل الّذي شَرَّعَهُ سُبحانهُ للبشريَّةِ جمعاء وَ أَمرَهُم بإِتّباعِهِ بما فيهم جميعَ أَنبيائهِ وَ رُسُلَهِ قاطبةً دونَ استثناءٍ، وَ ما عدا ذلكَ فَهوَ بدعَةٌ وَ "كُلُّ بدعَةٍ ضلالة، وَ كُلُّ ضلالةٍ في النَّار"؛ كما قالَ رسولنا الكريم (صلّى اللهُ عليهِ وَ آلهِ وَ سلّم)؛ لأَنَّ (الإِسلام) الأَصيل هُوَ كُلّ محتوى تلك التسميات برُمّتها جميعاً دونَ تجزئةٍ فيها (بمعانيها الأَصيلَةِ لا الْمُزَوَّرةِ منها)؛ كَونَ (الإِسلام) الأَصيل عبارةً عَن منهجٍ كاملٍ (لا مُتكامِلٍ فقَط) شموليٍّ لشتَّى روافدِ الحياةِ وَ شؤون البشريَّةِ جمعاء بكلِّ زمانٍ وَ مكان..
قالَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ في مُحكَمِ كتابهِ العزيز:
- {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ، أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ}..
[القُرآنُ الكريم: سورة البقرة/ آخر الآية (85) وَ الآية (86)]..
فلاحِظ وَ تبصَّر وَ ليكُن هذا لديك بعينِ الاعتبار وَ لا تكُن مِنَ الجاهلين!
وَ لَعَمْريَ أَنَّ سَبيلَ نجاتنا في الدُّنيا وَ الآخرة، هُوَ إِلتزامُنا التامّ الْمُطلَق بجميعِ أَوامرِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ؛ ففيها عزَّتُنا وَ كرامتُنا وَ رُقيُّنا، وَ ما عدى هذا، فلن نحصُلَ على شيءٍ سوى الْخُسرانِ الْمُبين.
اللهُمَّ ثبّتنا على طاعَتكَ، وَ اهدِ الغافلينَ عَنكَ إِلى سبيلِ الرَشاد، وَ اضرِبْ الظالمينَ بالظالمين، وَ أَخرِجنا منها سالمين، وَ اجعلَنا مِنهُم في مأَمَنٍ غانِمين؛ إِنَّكَ وليُّ المؤمنين؛ فقَد قُلتَ وَ قَولُكَ الْحَقّ: {أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً}.. [القرآن الكريم: سورة المائدة/ من الآية (42)]..
وَ في مقالاتي القادمة إِليك إِن شاءَ اللهُ تعالى، سأَوضِّحُ لك المزيد مِمَّا أُرجِّحُ أَنَّهُ قَد غابَ عنك، إِن كتبَ اللهُ لي عُمراً في هذهِ الحياةِ الفانية، وَ هَيَّأَ ليَ الأَسبابَ لأَجلِ ذلك، وَ ليكُن لي عندك دعوة صالحة بظهرِ الغَيب، يدعو لسانك وَ قلبك لي اللهَ فيها بالتوفيق لِمَا يُحبُّهُ وَ يرضاه؛ فإِنِّي وَ اللهُ على ما أَقولُ شَهيدٌ: قَد أَحببتُك في اللهِ حُبَّاً إِيمانيَّاً خالِصاً قُربَةً لله.
سُبحانكَ اللهُمَّ وَ بحمدِكَ، أَشهُدُ أَن لا إِلهَ إِلَّا أَنت، وَ أَنَّ مُحمَّداً عبدُكَ وَ رسولك، وَ الْحمدُ للهِ ربَّ العالمينَ حمداً كثيراً كما هُوَ أَهلُهُ، على كُلِّ حالٍ مِنَ الأَحوال، وَ صلّى اللهُ على سيِّد الأَنبياءِ وَ الأَبرار، وَ آلهِ الطيِّبينَ الأَطهار، وَ صحبهِ الْمُنتَجَبينَ الأَخيار، وَ سَلَّمَ تسليماً كثيراً.
أَقولُ قوليَ هذا وَ أَستَغِفُرُ اللهَ لي وَ لَك، وَ عليك سلامٌ مِنَ اللهِ وَ رحمةٌ منهُ وَ بركات.
...
بقلم:
الْعَابد الفاني، ذو الأَهدافِ وَ الأَماني
الأَديب قِوامُ الدِّين الهاشميّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق