الأربعاء، 10 يناير 2018

حوار الحكماء


حوار الحكماء 
بقلم الشاعر / Georges Laflouf
توجه سامي صباح يوم ربيعي دافئ قاصدا حديقة الأطفال اللتي تفرش الخضرة أرضها ؤترصع الورود جنباتها وتحمل على كتفيها ملاعبا رياضية وملاعب تسلية. 
التقى على مدخل الحديقة طفلا يوازيه في العمر وأثار التعب والأنهاك بادية على محياه ..لم يكن يعرف أحدهما الآخر قبلئذ ألا إن العفوية الطفولية في التعامل جمعتهما فتبادلا التحية وجلسا على مقعد قرب شلال ماء أمامه قطة تموء حينا وتنظر إلى مدخل الحديقة حينا وكأنها تنتظر صديقا وقد ملت الانتظار 
قال سامي...تمتع يا....بجمال الطبيعة وخذ كفايتك من الراحة لأننا سنذهب بعد قليل لنلعب 
....اسمي عدنان ..لم احضر لكي العب بل للراحة. مللت حياة التشرد والسير وحيدا على الدروب الوعرة . الأيام قاسية والعمر طويل ولم أعد قادرا على الاستمرار 
.....احزنني كلامك..انت لا تزال طفلا فكيف هذا.? 
....جئت إلى الحياة كهلا .جرح رمل الطريق قدمي وعفر تراب الأرض وجهي وأصاب الهواء الملوث رئتي وحرق لهيب الظلم قلبي بحثت عن أرض خضراء افترشها وسماء نقية زرقاء التحفها فلم أجد سوى الصحراء. و عن انسان له وجه انسان فلم أرى سوى وجوه شوهاء 
....أرى التعاسة تلف حياتك أين اهلك يخففون عنك الامك.? .
.....جئت لا أعرف كيف وأين ومتى.? مشيت دروب العمر طفلا ونظرت إلى من يعبرها فلم أجد سوى رؤؤسا لا تشبه رؤؤس البشر ..عالمك ياصديقي لا مكان فيه للإنسان أصحاب البطون الفارغة مشلولة عقولهم وأصحاب البطون المتخمة قلوبهم ميتة. الظلم يعم الارض ولا مكان فيهآ للرحمة والحب. من لا يستطيع أن يظلم يظلم ( بضم الياء ) 
....هذا الكلام لا يعرفه الا الحكماء فهل أنت فيلسوف في سن الطفولة.? 
الحياة ياصديقي مدرسه يتعلم فيها الكبير والصغير وانا خريج مدرسة الحياة 
......تعالى معي ياصديقي ستفرح والدتي بك. .معا ننسج من خيوط الشمس وخيوط الثلج 
رداءا يقينا حر الصيف وبرد الشتاء..ألا تذيب حرارة النار الثلج وتطفيء مياه الثلج النار.? معا نصنع من الحزن فرحا ومن التعاسة سعادة 
...دعوتك مقبولة صديقي فإذا أردت أن تكون حكيما فكر كالعقلاء و تصرف كالمجانين
اتعتقدون أصدقائي أنهما سيكونان أكثر حكمة في قادم الايام.?..يسعد مساءكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق