محمد
بقلم الشاعر / احمد صلاح
***********************
و لأنت في مثوى ضريحك راقد
صار الزمان ظلمة و دخانا
ما عاد يرجى للأنام كرامة
و لا نرى للناسكين أمانا
ملأ القلوب الحقد فأسودت به
فأحجمت عن أن تبث حنانا
و غزى العقول الجهل فأنعكست به
لا تستمد إلى النجاة ضمانا
و تناقضت منها العرى فتهدمت
أسس المبادئ خلخل الأوزان
من أين تولد في الأنام عدالة
و ضميرها قد سجل الإعلان
عن موته عبر المنابر كلها
و أرى الجميع مذلة و هوانا
صارت مواقفه تنود ركاكة
و هزالة بدى بها خجلان
في قصة فرضت عليها رهانها
إن كان يعرف للمصير رهانا
لكنه في فسحة من أهله
طويلة يعانق الجدران
حتى يرى أربابه أحلامهم
تطاول الحرمان و الخذلان
و تعيش بالجهل العقيم حياتها
قد حكمت في أمرها الغيلان
فتسلطت في قوتها و نعيمها
بنت القصور و أعلت البيان
فتوارثت بالفقر كل ضغينة
و بانت الأطماع و الخوان
و قست قلوب الخلق من أحقادها
و فرق الأصحاب و الإخوان
و كست عيون الناظرين غشاوة
كي فلا ترى الآثام و الشيطان
فغدى حلال الحل أبغض عندها
من موتها فتعاطت التوهان
تعيف أن تسعى لتكسب رزقها
لكنها تجري لكي تهتان
في كسب دينار الحرام و جمعه
تربي الربا و الزيف و البهتان
و تزور في كل السنين نبيها
و تحج بيت الله و الأركان
لكنها لا تنثني عن غيها
بل إنها تتجاوز الطغيان
صار الشقاق رواية يشدو بها
خطباؤها ليورث الخسران
بعدوا عن الدين الحنيف سماحة
و تعاملا و تكافلا و حنانا
|
أحمد صلاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق