الخميس، 22 مارس 2018

زوجتي وعيد الأم

زوجتي وعيد الأم
 بقلم الشاعر / دكتور احمد زكى حلمى
**********************************


اشتاقت عيناي للنظر إليها .. إلى النظر لعينيها .. لجفونها .. لرموشها ، فقد التهب الشوق إليها وفاض .. وتمنت أن أراها .. فأشواقي إليها تزداد .. أما قلبي فيفيض بالحب والعشق لها.
كنت أود أن أضمها بين ذراعي وأهمس في أذنيها .. بكلمة واحدة .. أحبك
نعم بكل ما بالقلب من مشاعر وأحاسيس ونبض الحب أحببتها .. وبكل ما تملك العين من أسباب العشق عشقتها .. بات القلب ينبض بنبضها .. وعينأي كانت تستمد رؤيتها من نور عينيها .. فقد أبدلت كل حواسى لتصبح حواسها .. أصبحت أرى بعينيها وأتنفس بصدرها وأنبض بقلبها ، فقد فاق حبي لها .. فمعها بدأت .. وبدونها إنتهيت .. وما تبقى مني إلا هي. 
إنني أشعر وكأنني وزوجتي خلقنا للحب المقدس ، فلبينا الصوت ونداء القلب وسارعنا إلى كتابة الميثاق بالدم الممتزج بالسعادة.
فقد إخترتها في شبابي .. اخترتها لتكون شريكة حياتي ، وكان اختياري موفقاَ , وكنت كل يوم أكتشف فيها ما يزيد حبي لها ، كنت أعمل دائما بما تعلمته من قيم ديني الاسلامي الحنيف وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : خيركم خيركم لأهله .. وأنا خيركم لأهلي ، فقد كان يسعدني هدوئها وطيبتها وتدينها.
واليوم هو يوم عيد الأم .. وبعد هذا العمر الطويل من حياتنا الزوجية الطويلة .. ماذا أقدمه لزوجتي الحبيبة .. فقد توجهت بصحبة بناتي الثلاثة إليها في هذا اليوم .. ذهبنا إليها لنحتفل بها كعادتنا ، ولكنه كان إحتفال من نوع خاص ، فقد قدمنا لها أحزاننا لفراقها .. قدمنا لها أغلى الدموع ، فقد سالت دموعنا بلا وعي ، ولكن كانت دموع ممتذجة بفرحة اللقاء مع الفرقة والبعد والرحيل.
كان نفسي أقول لها وحشتينى .. كان نفسى أتكلم معاها .. أحكيلها وتسمعني .. وأشكيلها وتراضيني. 
والآن .. ما للعمر قيمة بعد فراق الحبيبة الغالية .. بعد إنتقال أغلى الناس إلى المقابر ، فقد شاءت الأقدار أن يكون مسكنها الجديد تحت التراب ، وأن تبدأ مسيرة رحلتها معلقة بأرواح متفائلة ومتأملة للقاء.
حياتي ليست لها طعم ، فمنذ أن رحلت حبيبتي وأنا أتجرع قسوة الحياة ، فحياتي بدونها لا شيئ سوى آهات وبكاء وألم على فراق الأحباب ، فكلما تذكرتها تحول الحزن إلى دموع تنساب من العيون ، فقد ذهبت وذهبت معها بسمتي فمن يعيدها سواها.
فإذا الدنيا أخذت مني وجودها فإنها في قلبي ما زلت حية ، فكل شيئ جميل لا تمحوه الأيام والشهور والسنين ، ففي كل لحظة أتخيلها وأتمنى أن تعود .. وإنني أعلم تماماً إنها لن تعودي .. ولكن سيبقى الحب الذي انكسر قلبي بفراقها وخيم الحزن عليه بألوانه ، فإذا القدر منعني من رؤيتها ، فإني ألتمس روحها الطيبة التي لم تفارق مخيلتي .. فأشواقي تناديها دائما.
إنني قد أغلقت أبواب قلبي ولن استقبل غيرها في أحلامي ، فقد كانت الحاضر والمستقبل والآتي .. أما الآن فأنها الماضي وكل أحزاني.
برحيلها اعتزلت الحب ، ويكفيني حبي لها الذي استقر في قلبي وعقلي. 
أسأل الله العلى القدير أن يريحها في مرقدها حتى يرتاح فؤادي .. يا قبر أنس وحشتها ، ويا أرض ابسطي رحيقك فعليها روح مزقت مهجتي برحيلها.
رحم الله زوجتي الحبيبة وجعل مثواها الجنة في الفردوس الأعلى مع الصالحين والصديقين والشهداء.
التوقيع / زوج حزين
بقلمي / د.أحمد زكي حلمي
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏جلوس‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق